الحمد لله.
حذف أداة التعريف ( الـ ) ، من أسماء الجلالة ، ثم تحويل التركيب الإضافي : ( عبد الله ، وعبد السلام )، ونحو ذلك، إلى لون من "النحت"، أو "التركيب المزجي"، فينطق الاسم : ( عبسلام ، وعبشافي ) ، ونحو ذلك :
هذا كله ليس من فصيح اللغة في شيء ، ولا تعرفه قواعد لغة العرب في مثل هذا السياق .
ينظر : "النحو الوافي" (1/429) عند : "المسألة الحادية والثلاثون: "أل" الزائدة .. " .
لكن إذا كان من عامية القوم : أنهم ينطقون هذه الأسماء هكذا ( عبعزيز ، عبسلام .. ) ونحو ذلك ، على جهة الاختصار ، أو التدليل ، ونحو ذلك فلا يظهر حرج فيه إن شاء الله ، وإن كان لم يصب قاعدة اللغة العربية ، فإنه إنما يتحدث بلسانه ، وعامية قومه .
وقد ترجم الإمام البخاري رحمه الله في "صحيحه" : "بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَنَقَصَ مِنَ اسْمِهِ حَرْفًا".
وترجم على ذلك أيضا في "كتاب الأدب المفرد" له : " بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَيَخْتَصِرُ وَيَنْقُصُ مِنَ اسْمِهِ شَيْئًا " .
قال في "الصحيح" :
" وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا أَبَا هِرٍّ) " .
ثم روى (6201) : عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ ) .
وينظر : "فتح الباري" (10/581) ، "شرح ابن بطال" (9/350) .
وموطن الشاهد هنا من ذلك : أن حذف شيء من الاسم ، والنقص من وضعه الأصلي ، عند النداء : أمر معروف من لغة العرب ، قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم استعماله ، ومناداة أصحابه به .
لكن غاية ما هنا : أنه خارج عن قاعدة اللغة في مثل ذلك .
فيقال : إذا كانت هذه "لغة" هذا القائل ، وتعارفوا عليها ، مع العلم بالمعنى ، ووجه الكلام : فليس هناك حرج في مثل ذلك ، ولا هناك ما يدل على المنع منه .
لكن إن قدر أن قائلا قد قال ذلك على وجه الاستخفاف باسم من أسماء الله جل جلاله ، فمثل هذا لا شك في تحريمه ، بل كفره ، وخروجه من الملة ؛ غير أنا لا نعلم ذلك من شأن المنادين بهذا النداء ، ومعهودهم في خطاباتهم ، واستعمالاتهم .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (181453) ، ورقم : (273786) .
والله أعلم .
تعليق