الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

حكم الرجوع إلى شيخ لتسمية المولود وتحديد بأي حرف يبدأ

289101

تاريخ النشر : 11-12-2018

المشاهدات : 8511

السؤال

أبى هو من يقوم باختيار الأسماء لحديثى الولادة في العائلة، ويقوم بزيارة أحد الأولياء لتحديد هذا الأمر فأبي أيضًا من" أهل الحديث "الذين يؤمنون بوحدانية الله ولكنه على اقتناع إن اختيار الأسماء يجب أن يعتمد على بضعة أشياء ولا يمكننا اختيار الأسماء عشوائيًا لما لها من تأثير على حياتنا. كما يوجد أيضًا العديد من الأحاديث فى كتاب صحيح البخارى، تؤكد إن نبى الله محمد (صلى الله عليه وسلم) قام بتغير أسماء العديدين. وأبى دائمًا يقول على هذا الولي "مشرك" وعلى الرغم من رفض أبى للممارسات التى يقوم بها هذا الشخص إلا أنه مقتنع بدقة عملية اختيار الأسماء التى يتبعها فهى تتبع خطى كبار علماء الدين ومستندة إلى أحاديث تغيير الأسماء، التى تعتبر المعيار الأساسى لتلك العملية. والآن، أكد ذلك الشخص لأبي إنه بعد مراجعة جميع الكتب والمراجع يجب انتقاء اسم يبدأ بحرف الميم لابني، وذلك لأن أبي اختار اسمي عشوائيًا دون الرجوع له فى ذلك ودون التحقق من تلك الأحاديث، (فقام بتسميتى عمر)، وكان يقول لي إن هذا الاسم سيشكل عبئًا علي طيلة حياتي وإننى سأصاب بصداع نصفى دائم وعندما كنت أقترف شيئًا خاطئًا كان يقول إن هذا ناتج عن تسميتك الخاطئة، وقد كان العديد من الأولياء يؤكدون له هذا الأمر وهو يؤمن بذلك بشدة حيث يرى إنه لإصلاح هذا الخطأ الذى اقترفه أثناء تسميتى يجب أن نختار اسم لإبنى يبدأ بحرف الميم . لذا أريد منك أن تحيطني علمًا ما إذا كان هناك في الشرع مثل هذه التقنية حقًا، كما أريد أن أخبرك بأن أبي ذهب لهذا الرجل قبل زواجي وزواج أخي للتحقق والتأكد ما إذا كانت الزوجات وعائلاتهن مناسبين لنا. أبي على ثقة تامة بأن هذا الفقيه لا يُسخر الجن لخدمته ولا يتعامل معهم ولكنه يقوم باختيار الأسماء بناء على أساليب كبار علماء المسلمين ودائًما ما يقول إن تلك التقنيات تحدد ما يجب أن يكون عليه الزواج والحياة بشكل عام. لذا أرجو الحصول على إجابة تفصيلية مع الأدلة حتى أتمكن من إقناع أبي؟ هل يجب أن أنتقي اسمًا لابني يبدأ بحرف الميم أم يمكنني تغيير ذلك؟ لقد اخترت بالفعل اسم يبدأ بحرف الميم ولكننى كنت سأضيف له أيضَا اسم محمد (الذى يبدأ أيضًا بحرف الميم) فأنا لا أؤمن بهذة الأمور لذا أرجو مساعدتي.

الجواب

الحمد لله.

أولا:

الأصل أن الأسماء كلها جائزة إلا إن وجد سبب يقتضي التحريم أو الكراهة.

فيحرم أن يسمى بما عبّد لغير الله كعبد النبي أو عبد المسيح، ويحرم التسمي بأسماء الشياطين والأوثان، وأسماء الكفار المختصة بهم.

ويكره التسمي بأسماء الفساق، وما تنفر منه النفوس كحرب ومرة، وما فيه تزكية للنفس كبرّة وتقيّة.

وقد سبق بيان شيء من ذلك في جواب السؤال رقم (193364).

ثانيا:

لا يحتاج الإنسان إلى الرجوع إلى العلماء في التسمية ، إلا إذا كان الاسم مجهول المعنى فيريد أن يعرف معناه، أو يشك هل من قبيل التزكية أم لا؟

أما الأسماء المعروفة كأسماء الأنبياء، وأسماء الصحابة، فإنه يشرع التسمي بها دون الرجوع إلى أحد.

واسم عمر، اسم حسن جميل، على اسم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، والخليلفة العادل عمر بن عبد العزيز.

وما قيل من أنه سبب العبء والمشاكل لك، فكلام باطل لا أصل له.

وهذا من التطير المذموم، وهو نوع من الشرك، كما روى أحمد (4194) وأبو داود (3910) والترمذي (1614) وابن ماجه (3538) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  الطيرة شرك  وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

وروى أحمد (7045) والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك  قالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال : أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك [ حسنه الأرناؤوط وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6264 ].

والقول بأن ما أصابك من صداع أو ما تصادفه من مشكلات في حياتك ، فبسبب اسمك ، وأنه خلاف ما يريده ذلك المشعوذ : كل ذلك من الباطل ، والكذب على الله ؛ وهو من التطير والتشاؤم المذموم ، الذي قد يقع في بعض النفوس المريضة ، بالأشخاص أو بالأماكن أو بالأسماء.

وليس هناك كتب يُرجع إليها حتى يقال: إن فلانا يسمى باسم يبدأ بحرف كذا أو كذا، إلا أن تكون كتب السحر والتنجيم!

وليس هناك "تقنية" خاصة لذلك في الشرع ، ولا تكلم العلماء عن أن فلانا : يجب ، أو يشرع أن يبدأ اسمه بحرم ميم ، ولا غيره من الحروف ؛ بل هذا كله من الدجل والشعوذة ، والكذب على الدين ، وأهل العلم ، وادعاء ما لا يوجد له أصل في كتب أهل العلم ، ومذاهبهم .

والظاهر أن والدك يتعامل مع دجالين مشعوذين أو سحرة منجمين.

والعجب أنه يعتبره وليا ، ثم يقول إنه مشرك!

وبكل حال فإن من يزعم أنه ينظر في الكتب ثم يقول: إن هذا الابن يسمى باسم يبدأ بحرف كذا، يجب الحذر منه، وعدم الالتفات لكلامه لأنه إما دجال أو ساحر.

وكذلك لا يُرجع لأحد في مسألة الزواج لينظر في أسماء الزوجات، وإنما يستشار أهل العقل والمعرفة ممن يعرف العوائل والأسر، ليختار الإنسان صالحة من بيت صالح.

ثالثا:

إذا رزقت بمولود فسمه باسم حسن، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، كما  روى مسلم (2132) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ .

أو سمه بأسماء الأنبياء كمحمد أو إبراهيم أو موسى أو عيسى أو سليمان، أو بأسماء الصحابة كعثمان أو علي أو طلحة أو مصعب.

ولا تلتفت إلى ما يقوله هذا الدجال من البدء بحرف ميم ، أو أن ذلك له خاصية في اسمه ، أو تأثير على حياته ، ومسلكه .

وينبغي ترك الأسماء المركبة من عدة أسماء كمحمد شمس، أو محمد عبد الرحمن، لأنها لم تكن من هدي السلف، ولأنه يحصل بها الاشتباه، فلا يدرى هل هذا اسم واحد أو اسمان.

قال الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله: " وتكره التسمية بالأسماء المركبة، مثل: محمد أحمد، محمد سعيد، فأحمد مثلاً فهو الاسم، محمد للتبرك ... وهكذا.

وهي مدعاة إلى الاشتباه والالتباس، ولذا لم تكن معروفة في هدي السلف، وهي من تسميات القرون المتأخرة، كما سبقت الإشارة إليه" انتهى من "تسمية المولود" ص 26.

وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله: " هل تستحب الأسماء المركبة المبدوءة بمحمد؟

فأجاب: هذه أسماء جديدة لم تكن معروفة فيما سبق، والأصل الأسماء المفردة ، أو المضافة ، كعبد الله وعبد الرحمن ، أو زين العابدين ونحوه .

فأما الأسماء المبدوءة بمحمد، كمحمد أمين، ومحمد سعيد، هذه لا أصل لها فيما نعلم، وإنما حدثت في المتأخرين تبركًا باسم محمد ونحوه" انتهى من موقع الشيخ:

http://cms.ibn-jebreen.com/fatwa/home/book/244

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب