الحمد لله.
أولا:
الأصل أن الأسماء كلها جائزة إلا إن وجد سبب يقتضي التحريم أو الكراهة.
فيحرم أن يسمى بما عبّد لغير الله كعبد النبي أو عبد المسيح، ويحرم التسمي بأسماء الشياطين والأوثان، وأسماء الكفار المختصة بهم.
ويكره التسمي بأسماء الفساق، وما تنفر منه النفوس كحرب ومرة، وما فيه تزكية للنفس كبرّة وتقيّة.
وقد سبق بيان شيء من ذلك في جواب السؤال رقم (193364).
ثانيا:
لا يحتاج الإنسان إلى الرجوع إلى العلماء في التسمية ، إلا إذا كان الاسم مجهول المعنى فيريد أن يعرف معناه، أو يشك هل من قبيل التزكية أم لا؟
أما الأسماء المعروفة كأسماء الأنبياء، وأسماء الصحابة، فإنه يشرع التسمي بها دون الرجوع إلى أحد.
واسم عمر، اسم حسن جميل، على اسم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، والخليلفة العادل عمر بن عبد العزيز.
وما قيل من أنه سبب العبء والمشاكل لك، فكلام باطل لا أصل له.
وهذا من التطير المذموم، وهو نوع من الشرك، كما روى أحمد (4194) وأبو داود (3910) والترمذي (1614) وابن ماجه (3538) عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطيرة شرك وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وروى أحمد (7045) والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك قالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال : أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك [ حسنه الأرناؤوط وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6264 ].
والقول بأن ما أصابك من صداع أو ما تصادفه من مشكلات في حياتك ، فبسبب اسمك ، وأنه خلاف ما يريده ذلك المشعوذ : كل ذلك من الباطل ، والكذب على الله ؛ وهو من التطير والتشاؤم المذموم ، الذي قد يقع في بعض النفوس المريضة ، بالأشخاص أو بالأماكن أو بالأسماء.
وليس هناك كتب يُرجع إليها حتى يقال: إن فلانا يسمى باسم يبدأ بحرف كذا أو كذا، إلا أن تكون كتب السحر والتنجيم!
وليس هناك "تقنية" خاصة لذلك في الشرع ، ولا تكلم العلماء عن أن فلانا : يجب ، أو يشرع أن يبدأ اسمه بحرم ميم ، ولا غيره من الحروف ؛ بل هذا كله من الدجل والشعوذة ، والكذب على الدين ، وأهل العلم ، وادعاء ما لا يوجد له أصل في كتب أهل العلم ، ومذاهبهم .
والظاهر أن والدك يتعامل مع دجالين مشعوذين أو سحرة منجمين.
والعجب أنه يعتبره وليا ، ثم يقول إنه مشرك!
وبكل حال فإن من يزعم أنه ينظر في الكتب ثم يقول: إن هذا الابن يسمى باسم يبدأ بحرف كذا، يجب الحذر منه، وعدم الالتفات لكلامه لأنه إما دجال أو ساحر.
وكذلك لا يُرجع لأحد في مسألة الزواج لينظر في أسماء الزوجات، وإنما يستشار أهل العقل والمعرفة ممن يعرف العوائل والأسر، ليختار الإنسان صالحة من بيت صالح.
ثالثا:
إذا رزقت بمولود فسمه باسم حسن، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، كما روى مسلم (2132) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ .
أو سمه بأسماء الأنبياء كمحمد أو إبراهيم أو موسى أو عيسى أو سليمان، أو بأسماء الصحابة كعثمان أو علي أو طلحة أو مصعب.
ولا تلتفت إلى ما يقوله هذا الدجال من البدء بحرف ميم ، أو أن ذلك له خاصية في اسمه ، أو تأثير على حياته ، ومسلكه .
وينبغي ترك الأسماء المركبة من عدة أسماء كمحمد شمس، أو محمد عبد الرحمن، لأنها لم تكن من هدي السلف، ولأنه يحصل بها الاشتباه، فلا يدرى هل هذا اسم واحد أو اسمان.
قال الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله: " وتكره التسمية بالأسماء المركبة، مثل: محمد أحمد، محمد سعيد، فأحمد مثلاً فهو الاسم، محمد للتبرك ... وهكذا.
وهي مدعاة إلى الاشتباه والالتباس، ولذا لم تكن معروفة في هدي السلف، وهي من تسميات القرون المتأخرة، كما سبقت الإشارة إليه" انتهى من "تسمية المولود" ص 26.
وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله: " هل تستحب الأسماء المركبة المبدوءة بمحمد؟
فأجاب: هذه أسماء جديدة لم تكن معروفة فيما سبق، والأصل الأسماء المفردة ، أو المضافة ، كعبد الله وعبد الرحمن ، أو زين العابدين ونحوه .
فأما الأسماء المبدوءة بمحمد، كمحمد أمين، ومحمد سعيد، هذه لا أصل لها فيما نعلم، وإنما حدثت في المتأخرين تبركًا باسم محمد ونحوه" انتهى من موقع الشيخ:
http://cms.ibn-jebreen.com/fatwa/home/book/244
والله أعلم.
تعليق