الحمد لله.
إذا علمت أن هذه السماعة مأخوذة من الطائرة ، ولا تدري هل يسمحون بأخذها، أم يعطونها عارية للاستعمال أثناء الرحلة فقط-ولا علم لنا نحن بذلك أيضا- فلا تقبل الهدية، لأن ملك صاحبك لها مشكوك فيه ، والأصل عدم الملك ، بل هي باقية على ملك شركة الطيران، حتى يتحقق صاحبك من أنها تسمح بأخذها.
والهبة والهدية لا تصح إلا بعد ثبوت الملك.
قال في "زاد المستقنع" ، ص143: "باب الهبة والعطية، وهي: التبرع بتمليك ماله المعلوم الموجود في حياته غيرَه" انتهى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " الأموال المغصوبة والمقبوضة بعقود لا تباح بالقبض : إن عرفه المسلم ، اجتنبه .
فمن علمتُ أنه سرق مالاً، أو خانه في أمانته، أو غصبه فأخذه من المغصوب قهراً بغير حق: لم يجز لي أن آخذه منه، لا بطريق الهبة، ولا بطريق المعاوضة، ولا وفاء عن أجرة، ولا ثمن مبيع، ولا وفاء عن قرض، فإن هذا عين مال ذلك المظلوم " انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/ 323).
وينبغي أن تنصح صاحبك ألا يأخذ شيئا حتى يعلم جواز أخذه، وأن عليه رد هذه السماعات إن تبين أنه لا يسمح بأخذها.
ولا يقال: إن الشيء اليسير يجوز أخذه -هذا على فرض أن السماعة من الشيء اليسير- لأنه لا يجوز الاعتداء على حق أحد، مهما كان يسيرا .
والله أعلم.
تعليق