الخميس 6 جمادى الأولى 1446 - 7 نوفمبر 2024
العربية

رؤيا المسلم للنبي صلى الله عليه وسلم في المنام متحدثا بغير العربية

291301

تاريخ النشر : 03-03-2019

المشاهدات : 12086

السؤال

هل يمكن للرسول صلى الله عليه وسلم التحدث بالإنجليزية عند رؤيته من قبل مسلم في المنام؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

تصدق رؤيا المسلم للنبي صلى الله عليه وسلم في المنام، برؤيته في صورته، وبأوصافه الثابتة.

عَنِ أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ، وَلاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي   رواه البخاري (6993) ، ومسلم (2266).

قَالَ البخاري: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ : " إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ ".

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :

" كان محمد، يعني: ابن سيرين، إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها، قال: لم تره ) وسنده صحيح.

ووجدت له ما يؤيده ، فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب ، حدثني أبي ، قال: قلت لابن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. قال: صفه لي! قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به، قال: قد رأيته ) وسنده جيد " انتهى من "فتح الباري" (12 / 384).

وراجع للأهمية جواب السؤال رقم : (47782)، ورقم : (23367).

ثانيا:
النبي صلى الله عليه وسلم، عربي اللسان، فإذا رآه النائم يتكلم بلغة غير العربية، فهو على حالين:

الحالة الأولى: أن يرى النائم شخصا يخبر أنه هو النبي صلى الله عليه وسلم، أو يلقى في روعه أنه هو، لكن بصورة وأوصاف ليست من أوصافه صلى الله عليه وسلم، فهذه رؤيا ليست حقا. كما سبق في كلام ابن سيرين.

الحالة الثانية: أن يراه بأوصافه التي تطابق الروايات الصحيحة التي وصفته صلى الله عليه وسلم.

ففي هذه الحال؛ فإنه قد رآه حقا، كما ينص الحديث السابق.

ولا يمنع من صدق هذه الرؤيا، فيما يظهر لنا: أن يكون الحديث في المنام بغير العربية؛ لأن تعليق صدق الرؤيا بسماعه يتكلم بلغة العرب لا غير، فيه تحجير لهذا التكريم بقوم دون قوم، وباب الكرامات الدينية متعلق بتقوى الإنسان لا بلغته.

والذي يظهر أيضا: أن كلامه صلى الله عليه وسلم في المنام لا يكون ككلامه يقظة، ولا يجرى قوله على حكم صورته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" وكذلك ما سمعه منه من الكلام في المنام هو سماع منه في المنام وليس هذا كالسماع منه في اليقظة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (12 / 278).

وقال المعلمي رحمه الله تعالى:

" الصواب الواضح؛ وهو أن من يراه صلى الله عليه وسلم فقد رآه، وذلك بالنظر إلى ذات المرئي، فأما الأحوال والأقوال، فإنها وإن كانت حقا بحسب حقيقتها، وأما بحسب صورتها المرئية فلا يلزم ذلك؛ لأنها قد تكون تحتاج إلى تأويل وتعبير، ويكون تأويلها وتعبيرها يخالف صورتها المرئية " انتهى من "آثار المعلمي" (24 / 87).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب