الخميس 6 جمادى الأولى 1446 - 7 نوفمبر 2024
العربية

متى تكون دعوة الصائم التي لا ترد؟

293455

تاريخ النشر : 05-11-2019

المشاهدات : 191104

السؤال

في الحديث: (ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ.. -ومنهم- الصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ) فهل يجب أن يكون الدعاء حال الفطر؟ أم يجوز تأجيله إلى أي وقت بعد الفطر في صلاة المغرب مثلا، أو حتى يكون الوقت والمكان مناسبا أن يختلي بنفسه فيدعو؟

ملخص الجواب

دعاء الصائم الذي لا يرد يكون قبل الإفطار عند الغروب؛ لأنه يجتمع في حقه انكسار النفس والذل لله عز وجل، وأنه صائم، وكل هذه من أسباب الإجابة. أما بعد الفطر: فإن النفس قد استراحت، وفرحت، وربما يحصل غفلة. لكن ورد ذكر، إن صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فإنه يكون بعد الإفطار (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله). هذا لا يكون إلا بعد الفطر.

الحمد لله.

فضل دعاء الصائم

ورد في فضل دعاء الصائم وأنه مستجاب: ما روى الترمذي (2526) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثَلَاثٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الإِمَامُ العَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

وعند أحمد (8030):  وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ  والحديث صححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.

متى تكون دعوة الصائم التي لا ترد؟

فدعوة الصائم المستجابة تكون حال صيامه، إلى أن يشرع في الفطر، وليس بعد ذلك.

قال المناوي رحمه الله: "(والصائم حَتَّى) وَفِي رِوَايَة حِين (يفْطر) بِالْفِعْلِ، أَو يدْخل أَوَان فطره" انتهى من "التيسير شرح الجامع الصغير" (1/ 477).

وقال القاري رحمه الله: "(حين يفطر): لأنه [أي: الفطر] بعد عبادة، وحال تضرع ومسكنة" انتهى من "مرقاة المفاتيح" (4/ 1534).

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " للصائم دعوة مستجابة عند فطره، فمتى يكون محل هذه الدعوة: قبل الفطر أم في أثنائه أم بعده؟ وهل من دعوات وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو من دعاء تشيرون به في مثل هذا الوقت؟

فأجاب: الدعاء يكون قبل الإفطار عند الغروب؛ لأنه يجتمع في حقه انكسار النفس والذل لله عز وجل، وأنه صائم، وكل هذه من أسباب الإجابة.

أما بعد الفطر: فإن النفس قد استراحت، وفرحت، وربما يحصل غفلة.

لكن ورد ذكر، إن صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فإنه يكون بعد الإفطار: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله. هذا لا يكون إلا بعد الفطر.

وكذلك ورد عن بعض الصحابة أنه كان يقول: (اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت).

فأنت: ادع الله بالدعاء المناسب الذي ترى أنك محتاج إليه" انتهى من "اللقاء الشهري" (8/ 25).

فاحرص على الدعاء قبل فطرك، وعند شروعك فيه.

ومن أهل العلم من قال إن ذلك يشمل ما بعد الفطر، أي بعد الشروع فيه.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: "س: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد ما هو المقصود بدعاء الصائم عند فطره، هل يقصد دعاء الصائم قبل الإفطار بلحظات، أم بعد الإفطار مباشرة؟

ج: الحديث رواه ابن ماجه، قال في (الزوائد): إسناده صحيح، والدعاء يكون قبل الإفطار وبعده؛ لأن كلمة: (عند) تشمل الحالتين. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. بكر أبو زيد... صالح الفوزان... عبد الله بن غديان... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ" انتهى من فتاوى اللجنة الدائمة (9/ 30) المجموعة الثانية.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب