الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

يسأل: عن حديث (رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا)

297417

تاريخ النشر : 19-12-2018

المشاهدات : 155876

السؤال

ما صحة حديث : ( رحِم اللهُ امرأً صلَّى قبْلَ العصرِ أربعًا) ؟ وهل يعتبر هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يشمل هذا الدعاء من حافظ على هذه الأربع ركعات ؟ وهل يدخل في هذا من حافظ عليها مرة واحدة أم لابد أن يحافظ عليها دوما ؟

الجواب

الحمد لله.

أولاً:

روى أبو داود في سننه (1271) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا  .

والحديث سكت عنه أبو داود، وحسنه الترمذي رحمه الله في سننه (430).

قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد في هدي خير العباد" (1/301): "وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَعَلَّلَهُ غَيْرُهُ" انتهى.

وينظر للفائدة : "نيل الأوطار" للشوكاني (3/23).

والحديث صححه أيضا جمع من المعاصرين :

قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله :

" إسناده صحيح" . كما في تعليقه على مسند أحمد (5/325) .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

"إسناده حسن، وقال الترمذي: " غريب حسن "، وصححه عبد الحق وابن حبان.."

وقال رحمه الله عن محمد بن مهران : "وفي محمد بن مهران القرشي كلام يسير؛ قال الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ"... وقال فيه ابن معين: " ليس به بأس ". وروى عنه شعبة، والأصل فيه أنه لا يروي إلا عن ثقة؛ فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى" انتهى مختصرا من "صحيح أبي داود" (5/13).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " رواه أحمد والترمذي وجماعة ، بسند صحيح " انتهى ، من "فتاوى نور على الدرب" (10/291) .

وحسنه أيضا : شعيب الأرناؤوط رحمه الله ، كما في تعليقه على "ابن حبان" (6/206) .

ثانياً:

على القول بصحة الحديث ، أو أنه حديث حسن : فيستحب صلاة أربع ركعات قبل صلاة العصر ، وهي ليست من السنن المؤكدة ، الراتبة ، التي يتأكد المحافظة عليها دائما ، لكنها من السنن المستحبة ، المرغب في فعلها ، كما في هذا الحديث ؛ حتى وإن كان في إسناده مقال ، فلا بأس بالعمل به ، في مثل هذا .

قال علماء اللجنة الدائمة :

"لا بأس بصلاة أربع ركعات قبل العصر بل ذلك مستحب؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا) رواه أبو داود والترمذي وحسنه، ويستحب أن يسلم المصلي من كل ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ) رواه الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح. وبالله التوفيق" انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة2" (6/123).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" هذا مستحب، يدل على الاستحباب، فهو حديث جيد لا بأس به، حديث صحيح يدل على شرعية الصلاة أربعا قبل العصر تسليمتين، هذا هو الأفضل، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج" . انتهى من " فتاوى نور على الدرب "(10/317) .

وقال أيضا :

" وهذه ليست راتبة ، ولكنها مشروعة ؛ لأن الرسول ندب إليها عليه الصلاة والسلام، ودعا لصاحبها.

وهي سنة وقربة وطاعة ، بعد دخول الوقت، وتصلى ثنتين ثنتين، هذا هو السنة ، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى يعني ثنتين ثنتين، هذا هو السنة " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (10/315-317) .

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

" ما صحة هذا الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً) ؟

فأجاب رحمه الله تعالى:

" هذا الحديث فيه مقال ، لأن من أهل العلم من ضعفه ، ومنهم من حسنه ، وأظن بعض العلماء أيضاً صححه .

فإذا عمل به الإنسان ، رجاء الثواب : فإنه يرجى له الحصول على الثواب ، وهو رحمة الله عز وجل .

ولكن هذا لا يدل على أن هذه الصلاة راتبة ، ولهذا ليس للعصر راتبة ، لا قبلها ولا بعدها .

لكن إذا صلى الإنسان : فإنه يكون ، إن صح الحديث : نائلاً لهذا الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم " . انتهى من "فتاوى نور على الدرب" لابن عثيمين (6/2) .

ثم يرجى أيضا : أن من صلى هذه السنة ، تناله بركة هذا الدعاء ، ولو لم يواظب عليها ، بأن صلاها أحيانا ، وتركها أحيانا أخرى .

ثالثا :

الحديث إما أن يكون دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لمن صلى أربع ركعات، ويحتمل أن يراد به الإخبار بأن الله يرحم من يصلي أربع ركعات قبل العصر.

جاء في "قوت المغتذي على جامع الترمذي" (1/ 197): قال العراقي: "يحتمل أن يكون دعاء ، وأن يكون خبرًا".

وقال ابن علان رحمه الله :

" وجملة رحم الله خبرية لفظاً دعائية معنى نحو غفر الله لك ...

فيه إيماء إلى التبشير لفاعل ذلك بالموت على الإسلام ، الذي هو أعظم الرحمات ، وأسنى العطيات لابتناء نعيم الآخرة عليه." انتهى  من "دليل الفالحين" (6/594) .

وسواء كان دعاء أو خبرا: فالأمر واحد ، لا يختلف، لأن الخبر هنا : بمعنى الدعاء ، كما سبق.

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب