الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

هل يجب إخبار الخاطب بأنها حامل لجين مرض هنتنجتون؟

298983

تاريخ النشر : 30-03-2023

المشاهدات : 2430

السؤال

أنا مستشارة أمراض وراثية، تأتيني في العيادة حالات من النوع التالي: بعد فحص الزوجة نجد أنها حامل لجين مرض هنتنجتون، وهو مرض وراثي، وأعراض هذا المرض عادة لا تظهر إلا في عمر متقدم، فوق ال 35، والأعراض عادة تكون تغييرات في المزاج، ونقص في القدرات المعرفية والذاكرة، ومشاكل في التوازن، والكلام، والبلع، وحركات لا إرادية، وفي مراحل متقدمة تسوء وتتدهور القدرات العقلية والجسدية. هل أحث المرأة على إخبار خطيبها بأنها تحمل المرض؟ وهل يجب علي كطبيبة أن أخبر الخطيب بأنها حامل لهذا المرض؟ وهل علي إثم إذا لم أخبره؟ وهل يعتبر ذلك تعدٍ على خصوصية المريض وحقوقه؟ لأني أجد نفسي في موقف صعب فقرار إخباره يترتب عليه مضار كثيرة، منها فسخ النكاح، وتعيير عائلة الزوجة، وقد يتعدى ذلك إلى إخوانها وأخواتها، بحيث لا يتزوج منهم أحد؛ لخوفهم من إصابتهم به، وغيره، ولكن أيضا هناك منافع كمنع إنجاب أطفال مصابين، علما أن نسبة إصابة الأطفال خمسين بالمئة، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، علما أنه تتوفر أدوية للمساعدة في تدبير الأعراض فقط، ولكن لا يوجد أي علاج يمنع التدهور العقلي والجسدي المرافق لهذه الحالات، فما رأيكم؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

"مرض هنتنغتون هو مرض وراثي عصبي، نادر، وقاتل؛ قد يصيب الدماغ مسببًا موت وتفكك خلاياه بشكل تدريجي، ينشأ المرض نتيجة وجود خلل في جين معين يدعى بجين هنتنغتون، وأطلق هذا الاسم على المرض، نسبة إلى العالم الذي اكتشف المرض.

عادة ما تكون أعراض المرض أشبه بمزيج يجمع بين أعراض أمراض، مثل: الزهايمر، وباركنسون.

تميل الحالة الصحية للمصابين بالمرض للتفاقم مع مرور السنوات، ويحدث هذا على مراحل، وهي:

1. المرحلة الأولية:

حيث تظهر أعراض بسيطة، مثل: التقلبات المزاجية، وبعض الحركات اللاإرادية، ولكن يستطيع المريض غالبًا ممارسة حياته بشكل طبيعي.

2. المرحلة المتوسطة:

تجعل الأعراض الظاهرة في هذه المرحلة المهمات العادية أكثر صعوبة من المعتاد، ولكن قد يستطيع المريض ممارسة بعض الأنشطة دون تلقي المساعدة. ?

3. المرحلة النهائية:

يكون المريض غير قادر على مغادرة السرير، ويصبح بحاجة لتلقي العناية الكاملة من الآخرين.

لا يوجد حتى اللحظة علاج لهذا المرض، والعلاجات المتاحة يتم فيها التركيز على إبقاء أعراض المرض تحت السيطرة قدر الإمكان، ومحاولة تقليل تأثيرها على جودة حياة المريض" انتهى من موقع طبي .

ثانيا:

تفدم في فتاوى عدة أنه يلزم إخبار الخاطب بكل عيب يؤدي إلى نفور أحد الزوجين من الآخر.

وينظر: جواب السؤال رقم: (228758). 

ثالثا:

يلزم الطبيبة إخبار المرأة بنتيجة الفحص، وأنها مصابة بهذا المرض، كما ينبغي نصحها بإخبار الخاطب لئلا تقع في الغش، أو الاعتذار عن إتمام الزواج، إن كانت لا تريد الإخبار بالمرض صيانة لها ولعائلتها.

وإذا كان احتمال إصابة الأطفال بنسبة 50% فلا حرج عليها في الزواج بعد إخبار الخاطب، ويتخذان الوسائل لعدم الإنجاب، وينظر: جواب السؤال رقم: (133329). 

رابعا:

لا يلزمك إخبار الخاطب، بل لا نرى ذلك سائغا؛ لما فيه من هتك ستر المريض، ثم إن المرأى قد تختار فسخ الخطبة، دون إعلام أحد بمرضها صيانة لعائلتها كما قدمنا، إلا إذا كان يُطلب منك تقرير للخاطبين، أي كان هذا ضمن فحص الزواج المطلوب للطرفين، أو سألك الخاطب فإنه يلزمك إخباره.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب