الحمد لله.
تهيأ أبرهة لدخول مكة ، وعبأ جيشه ، وهيأ فيله ، فلما كان في وادي (مُحَسِّر) ، بين مزدلفة ومنى : برك الفيل، ولم ينهض ليقدم إلى الكعبة.
ويقال: إنهم لما وجهوا الفيل إلى مكة ، أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه، فقال: ابرك محمود، فإنك في بلد الله الحرام، ثم أرسل أذنه، فبرك الفيل، وخرج نفيل يشتد حتى أصعد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم، فأبى، فضربوا رأسه ليقوم فأبى، فوجهوه راجعا إلى اليمن، فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام، ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق، ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى مكة فبرك.
فبينما هم كذلك إذ أرسل الله تعالى عليهم طيرا أبابيل من البحر، مع كل طائر منها: ثلاثة أحجار، حجر في منقاره، وحجران في رجليه، وحجم الحجارة كحجم الحمص أو العدس، لا يصيب منهم أحدا إلا صار تتقطع أعضاؤه ويهلك، وليس كلهم أصابت، وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاؤوا .
انظر: " اللؤلؤ المكنون " للعازمي (1/61).
قال " الصالحي ": " فلما أتى بطن محسّر، حرك ناقته ، وأسرع السير، وهذه كانت عادته - صلى الله عليه وسلّم - في المواضع التي نزل فيها بأس الله ، بأعدائه، فإن هنالك أصاب الفيل ما قص الله علينا.
ولذلك سمي الوادي وادي محسّر، لأن الفيل حسر فيه، أي: أعيا وانقطع عن الذهاب.
ومحسّر برزخ بين منىّ ومزدلفة لا من هذه، ولا من هذه " انتهى من " سبل الهدى والرشاد " (8/474).
قال الفيومي : " وادي محسر، وهو: بين منى ومزدلفة .
سمي بذلك: لأن فيل أبرهة كَلَّ فيه وأعيا، فحسر أصحابَه بفعله، وأوقعهم في الحسرات " انتهى من " المصباح المنير " (1/135).
والله أعلم
تعليق