السبت 8 جمادى الأولى 1446 - 9 نوفمبر 2024
العربية

ما حكم الرد بتحية السلام على التحية بغير ها؟

303028

تاريخ النشر : 29-01-2024

المشاهدات : 3576

السؤال

لا شك أن أفضل التحية هى: السلام عليكم، لكن فى بعض الأحيان يقول لك شخص صباح أو مساء الخير، فهل يجوز الرد عليه وعليكم السلام؛ لأن الآية فى سورة النساء أمر الله تعالى فيها بالرد بخير منها أو ردوها، ومعلوم أن السلام عليكم خير من صباح الخير؟ أم إن معنى الآية هو أن نرد بكلمة صباح الخير، ونزيد عليها؛ حتى يكون ردنا بخير منها، مع ذكر الأدلة؟

الجواب

الحمد لله.

شعار هذه الأمة في التحية هو السلام.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ، النَّفَرِ مِنَ المَلاَئِكَةِ، جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ  رواه البخاري (6227)، ومسلم (2841).

فالابتداء بكل تحية عداها؛ تعتبر تحية ليست من هدي شرعنا وسنته، ومن ذلك الابتداء بتحية "صباح الخير" وما شابهها مما اعتاد عليه الناس في هذا الزمن.

وراجع الجواب رقم: (105414).

قال ابن علان رحمه الله تعالى:

" قوله: (فقال: صبحك الله بالخير... إلخ): هذه الألفاظ كلها لا أصل لها في التحية ولم يثبت فيها شيء " انتهى من "الفتوحات الربانية" (5/378).

وبناء على هذا: إذا ابتدأ المسلم بتحية "صباح الخير" ونحوها، لم يستحق جوابا عليها يماثلها؛ لأنها ليست من هدينا.

جاء في "الموسوعة الفقهية الكويتية" (10/307):

" عامة أهل العلم يرون أن الرد على من حيا بغير السلام غير واجب " انتهى.

لكن إن قابلها المسلم بتحية الإسلام، فيكون ذلك حسنا؛ لأن في ذلك مقابلة التحية غير المشروعة بتحية مشروعة، فتدخل في عموم الآية المرغبة في الإحسان في رد التحية.

قال الله تعالى: ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) النساء /86.

قال ابن العربي رحمه الله تعالى:

" قوله تعالى: ( فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ).

فيها قولان:

أحدهما: أحسن منها أي الصفة، إذا دعا لك بالبقاء فقل: سلام عليكم، فإنها أحسن منها فإنها سنة الآدمية، وشريعة الحنيفية. " انتهى من "أحكام القرآن" (1 / 464 - 465).

وقال النووي رحمه الله تعالى:

" إذا ابتدأ المار الممرور عليه، فقال: صبحك الله بالخير، أو بالسعادة، أو قواك الله، أو لا أوحش الله منك، أو غير ذلك من الألفاظ التي يستعملها الناس في العادة: لم يستحق جوابا، لكن لو دعا له قبالة ذلك كان حسنا " انتهى من "الأذكار" (ص 224).

ونسب هذا القول إلى عامة العلماء، كما في "الموسوعة الفقهية الكويتية" (10 / 307).

والسلام من جملة الدعاء.

كما أن في رد هذه التحية بتحية الإسلام وعدم مسايرتهم في تحيتهم، فيه نوع أمر بالمعروف، فالمواظبة على ذلك تنبههم إلى التحية المشروعة وتذكرهم بها، وربما التزموها بمرور الزمن.

‌‌وقد سئل علماء "اللجنة الدائمة": " عندنا في مصر عادة في الصباح أن نحيي نقول: (‌صباح ‌الخير يا فلان) ما حكم هذه التحية في الإسلام؟".

فأجابوا:

" تحية الإسلام: (السلام عليكم) فإن زاد: (ورحمة الله وبركاته) فهو أفضل، وإن دعا بعد ذلك من لقيه: (‌صباح ‌الخير) مثلا فلا حرج عليه، أما أن يقتصر بالتحية عند اللقاء على: (‌صباح ‌الخير) دون أن يقول: (السلام عليكم) فقد أساء." انتهى، من "فتاوى اللجنة" (24/119).

وسئل الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله: " ألاحظ أن أغالب أفراد المجتمع اليوم استبدلوا تحية الإسلام المشروعة على بعضهم بقولهم ‌صباح ‌الخير ومساء الخير فما رأيكم في هذه الظاهرة وهل تكفي عن السلام المشروع؟".

فأجاب: 

" هذه الظاهرة: ظاهرة لا ينبغي أن يكون عليها المجتمع الإسلامي؛ لأنه استبدال التحية الإسلامية بمجرد الترحيب، فقول المسلّم السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم؛ هذا دعاء للمسلم عليه بالسلامة من الآفات الدنيوية والدينية، مع ما يتضمنه من التحية، فلا ينبغي أن يبدل السلام بشيء لا يتضمن هذا الدعاء، وإذا كان الإنسان يريد أن يسلم السلام المشروع، فإنه يقول السلام عليكم، ثم إن شاء قال ‌صباح ‌الخير أو مساء الخير أو كيف أصبحت أو كيف أمسيت، أو ما أشبه ذلك. وأشد من ذلك: من إذا سُلِّمَ عليه وقيل السلام عليكم، رد بقوله أهلا وسهلا، أو بقوله مرحبا أو بقوله حياك الله وما أشبهه، دون أن يرد الرد الواجب، وهو أن يقول وعليكم السلام، لأن الله يقول سبحانه وتعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا).

فمن دعا لك بالسلام ولم ترد عليه مثل هذا الدعاء، فأنك ما حييته بأحسن ولا رددت عليه تحيته، فيجب على من سلم عليه السلام المشروع السلام عليكم أن يقول عليكم السلام". انتهى، من "فتاوى نور على الدرب" (24/2) بترقيم الشاملة.

والله أعلم

 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب