الحمد لله.
هذه القصة لم نقف على إسناد لها، ولا رواية في كتاب من كتب السنة المعتمدة، ولا في كتاب ينتقي أخباره ورواياته. وعلامات الوضع والكذب ظاهرة عليها، لا تحتاج إلى دليل أو بيان. وغاية أمرها أن تكون من أحاديث القصاص، وأخبار بني إسرائيل؟!
وغاية ما وقفنا على ذكرها: إنما هو في كتاب أبي الليث السمرقندي: "عقوبة أهل الكبائر" بغير إسناد؛ حيث ورد فيه:
" وروي أن شابا حسن الوجه دخل على داود عليه السلام فسلم عليه وهو عريس ليلة عرسه، وملك الموت جالس عند داود فقال: أتعرف هذا يا داود؟ ... " انتهى من "عقوبة أهل الكبائر" (ص 68).
وأبو الليث السمرقندي رغم فضله وفقهه، إلا أن كتبه تكثر فيها الأحاديث الموضوعة.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" الإمام، الفقيه، المحدث، الزاهد، أبو الليث، نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الحنفي، صاحب كتاب (تنبيه الغافلين) ، وله كتاب (الفتاوى) ...
وتروج عليه الأحاديث الموضوعة " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (16 / 322).
وسُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" عن كتاب "عقوبة أهل الكبائر" لمؤلفه أبي الليث السمرقندي؟
فأجاب بقوله: هذا الكتاب فيه الكثير من الأشياء التي لا تصح؛ ولهذا لا أنصح إخواني بقراءته إلا رجل كان عنده علم شرعي يميز الصحيح من الضعيف... " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (26 / 352).
فالحاصل؛ أن هذه القصة غير ثابتة.
والله أعلم.
تعليق