الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

حول صحة حديث يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين

311524

تاريخ النشر : 30-09-2019

المشاهدات : 66709

السؤال

ما صحة هذا الحديث التالي : أخبرنا يحيى بن عبيد الله : قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ، ألسنتهم أحلى من السكر ، وقلوبهم قلوب الذئاب ، يقول الله عز وجل أبي يغترون أم علي يجترئون ، فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا ) ؟

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث ضعيف لا يثبت ، وقد رُوي من ثلاث طرق ، كلها ضعيفة ، بيانها كما يلي :

الطريق الأول : من رواية أبي هريرة رضي الله عنه .

أخرجه  الترمذي في "سننه" (2404) ، وابن المبارك في "الزهد" (50) ، وهناد في "الزهد" (860) ، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (7) ، والبغوي في "شرح السنة" (4199) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (619) ، جميعا من طريق يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَبِي يَغْتَرُّونَ ، أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ مِنْهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا  .

وإسناده ضعيف جدا ، مداره على يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب .

ضعفه ابن عيينة كما في "التاريخ الصغير" للبخاري (399) ، وقال أحمد بن حنبل :" ليس بثقة " ، وقال مرة :" منكر الحديث " ، وقال ابن معين :" ليس بشيء ". انتهى من "الضعفاء الكبير" للعقيلي (4/415) . وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (9/168) :" ضعيف الحديث ، منكر الحديث جدا " انتهى .

وأبوه مجهول لا يعرف ، كذا قال أحمد بن حنبل كما في "الضعفاء الكبير" للعقيلي (4/415).

والحديث من هذا الطريق ، قال فيه الشيخ الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (13) :" ضعيف جدا " انتهى.

الطريق الثاني : من رواية ابن عمر رضي الله عنهما .

أخرجه الترمذي في "سننه" (2405) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8931) ، من طريق حاتم بن إسماعيل ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، قَالَ :  إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: لَقَدْ خَلَقْتُ خَلْقًا؛ أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ العَسَل، وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، فَبِي حَلَفْتُ، لَأُتِيحَنَّهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا، فَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ  .

ومداره على حمزة بن أبي محمد .

قال فيه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (3/215) :" ضعيف الحديث ، منكر الحديث ". انتهى ، وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (1156) :" مجهول " انتهى ، وضعفه ابن حجر في "تقريب التهذيب" (1532) .

والحديث من رواية ابن عمر: ضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف الترمذي" (422) .

الطريق الثالث : من رواية أبي الدرداء رضي الله عنه .

أخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (1063) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (618) ، وابن عساكر في "ذم من لا يعمل بعلمه" (8) ، جميعا من طريق يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ  ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ ، أَوْ أَوْحَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ: قُلْ لِلَّذِينَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيرِ الدِّين، ِ وَيَتَعَلَّمُونَ لِغَيرِ الْعَمَلِ ، وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسُوكَ الْكِبَاشِ ، قُلُوبُهُمْ كَقُلُوبِ الذِّئَابِ ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ : إِيَّايَ يَخْدَعُونَ ، أَوْ بِي يَسْتَهْزِئُونَ ، فَبِي حَلَفْتُ، لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ حَيْرَانَ  .

وإسناده تالف .

فيه عثمان بن عبد الرحمن بن عمر الوقاصي ، متروك ، ومتهم بالكذب .

ترجم له الذهبي في "ميزان الاعتدال" (5531) ، فقال :" قال البخاري : تركوه... وقال ابن معين: ليس بشيء ، وقال - مرة: يكذب ، وضعفه علي جدا ، وقال النسائي ، والدارقطني: متروك " انتهى .

فمما سبق يتبين أن الحديث المسئول عنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب