الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

هل أهل قيام الليل يدخلون الجنة بغير حساب ؟

315309

تاريخ النشر : 06-08-2019

المشاهدات : 22365

السؤال

قرأت في كثير من المواقع على الانترنت عن ثواب أهل قيام الليل في الدنيا والآخرة ، ولكن ما لفت نظري هو أنهم : ١- يدخلون الجنة بدون حساب . ٢- وفي الدرجات العالية في الجنة . من الحديث الشريف : ( ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ... ) إلى آخرالحديث . سؤالي : فهل صحيح أن أهل قيام الليل لا حساب عليهم يوم القيامة ؟ ولهم الدرجات العالية في الجنة ؟

الجواب

الحمد لله.

قيام الليل من أعظم القربات، وقد ورد في فضله نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، منها قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) الإسراء/79،

ومنه يؤخذ ما للقائم من رفعة الدرجة عند الله.

وقوله: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة/16، 17 .

إلى غير ذلك من الفضائل، وانظر شيئا منها في جواب السؤال رقم : (50070) ، ورقم : (145706) .

وأما أن القائم يدخل الجنة بغير حساب، فقد جاء منصوصا عليه في حديث أسماء بنت يزيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يحشر الناس في صعيد واحد يوم القيامة، فينادي مناد فيقول: أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؟ فيقومون، وهم قليل، يدخلون الجنة بغير حساب، ثم يؤمر بسائر الناس إلى الحساب) .

رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (2974) ولكنه حديث مختلف فيه، ضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" برقم : (356).

وقال محقق المطالب العالية: إنه حسن لغيره.

قال: " قلت: سويد بن سعيد ضعيف، لأنه عمي في آخر عمره، فكان يُلَقّن فيتلقن، إلَّا أن الحديث بهذه المتابعة يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.

وأخرجه هنَّاد في "الزهد" (1/ 134: 176)، حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إسحاق به، ولفظه: (يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، قال: فيقوم مناد، فينادي: أين الذين كانوا يحمدون الله تبارك وتعالى في السرّاء والضرّاء؟ قال: فيقومون وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يعود، ينادي: ليقم الذين كانوا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فيقومون، وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، قال: ثم يقوم ينادي: ليقم الذين كانوا رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ قال فيقومون وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يؤمر بسائر الناس فيحاسبون " .

قلت: هذا إسناد حسن، وأبو معاوية، محمَّد بن خازم الضرير، وهو ثقة".

ثم ذكر له شاهدا ضعيفا، وهو حديث عقبة بن عامر، الآتي، ثم قال:

" فالخلاصة: أن حديث الباب بالمتابعة المتقدمة، وطريق هنَّاد، وهذا الشاهد، يرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.

ويشهد له أيضًا حديث ابن عباس موقوفًا عليه سيأتي برقم (4557)" انتهى من هامش المطالب العالية، تحقيق جماعة من الباحثين.

وحديث عقبة بن عامر: هو ما رواه الحاكم في المستدرك (3508) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَكُنَّا نَتَنَاوَبُ الرَّعِيَّةَ ، فَلَمَّا كَانَتْ نَوْبَتِي ، سَرَّحْتُ إِبِلِي ، ثُمَّ رَجَعْتُ ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاس،َ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ( يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، فَيُنَادِي مُنَادٍ : سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ لِمَنِ الْكَرَمُ الْيَوْمَ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .

ثُمَّ يَقُولُ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ؟

ثُمَّ يَقُولُ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا (لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [النور: 37] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ؟

ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : سَيَعْلَمُ الْجَمْعُ لِمَنِ الْكَرَمُ الْيَوْمَ!!

ثُمَّ يَقُولُ: أَيْنَ الْحَمَّادُونَ الَّذِينَ كَانُوا يَحْمَدُونَ رَبَّهُمْ؟ ) .

والحديث: صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وضعفه الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " (13/ 35) وذكر ما فيه من العلل.

والحاصل:

أنه يرجى هذا الثواب العظيم وهو دخول الجنة بغير حساب ، لأهل قيام الليل الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع، جعلنا الله وإياك منهم.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب