الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

ما حكم إخفاء المرض عن المريض لئلا يتأثر نفسيا؟

328539

تاريخ النشر : 14-03-2024

المشاهدات : 3595

السؤال

والدتي من 25 سنه تقريبا أخذت نقل دم من شخص مصاب بفيرس سي، وأكيد أصيبت من هذا الوقت؛ لأنه من 5 سنوات تقريبا اكتشفنا أنه عندها، بس والحمد لله الطبيب قال: إنه غير مؤثر على الكبد، وأعطانا أدوية، ومنع عنها أشياء، ولكن لم نقل لها على الفيروس الذي أصابها؛ لأننا نخاف عليها من التعب إذا عرفت. فهل نأثم على ذلك؟ مع العلم إنها تمارس حياتها بشكل طبيعي، ولم تأخذ الدواء، ولم تمتنع عن الأشياء الموصوفة لها؟ وهل يصح أن أستخير الله تعالى أن أخبرها بمرضها؟

الجواب

الحمد لله.

لا يجب إخبار والدتك بإصابتها بالفيرس، ولا ينبغي ذلك؛ لما قد يكون له من أثر سلبي عليها.

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا علم الطبيب أن المريض يعاني من داء عضال كالسرطان – مثلاً - ، فهل يخبر المريض بهذا الأمر ، أو يتجه إلى التعريض ولا يصرح به ؛ خشية أن يتأثر المريض نفسياً ، وكيف يتصرف الطبيب إذا سأل المريض سؤالاً مباشراً ومحدداً عن طبيعة المرض ، فهل يقول الصدق ؟ مهما كانت النتائج أم كيف يتصرف ؟

فأجاب: " هذا يختلف باختلاف المرضى ، فمن المرضى من هو قوي الشخصية ، ولا يهمه أن يكون مرضه مهلكا، أو غير مهلك، فهذا يجب أن يُخبر بالواقع؛ لأن المريض قد يكون له علاقات خاصة بأهله ، أو عامة مع الناس ، يحتاج أن يصحح ما كان خطأً ، فهنا لا بد من إخباره ، والحمد لله لا يضر.

وأما إذا كان المريض ضعيف الشخصية ، ويُخشى إذا أخبر بالواقع ، أن هذا المرض مهلك ، يتأثر أكثر، ويكون همه هذا المرض ، ومعلوم أن المريض إذا ركز على المرض ، وصار المرض همه ، أنه يزداد مرضه ، لكن إذا تغافل عنه وتناساه ، كأن لم يكن به شيء ، فهذا من أكبر أسباب العلاج ، فالمسألة تختلف باختلاف الناس" انتهى من محاضرة بعنوان "إرشادات للطبيب المسلم" .

لكن عليكم إخبارها بأخذ المقويات، والامتناع عما يتنافى مع مرضها، وذلك من باب النصح وعدم الغش لها.

ولكم استعمال الحيلة في ذلك، كأن يوصيها بذلك طبيب يعالج مرضا عاديا لها، لتأخذ الأمر على محمل الجد، ولكم إعطاؤها بديلا عن المقويات من الأغذية ونحوها.

ونسأل الله أن يتم شفاءها وعافيتها.

والله أعلم.
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب