الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

تحب الله وتخاف من ذنوبها

329145

تاريخ النشر : 04-07-2020

المشاهدات : 8156

السؤال

أنا عمري 21 سنة، مررت بظروف صعبة صحية ونفسية، ولم أدخل الجامعة، وأنا في البيت بلا شيء، وتأثرت، وفقدت أقارب قريبين جدا من قلبي، وبعدها تبت إلى الله تعالى، وبدأت أصلي، وأحافظ عليها، وأقرأ القرآن، لكن لازلت جاهلة في الدين، وأخاف من غضب الله تعالى، أفتيت بغير علم، وعرفت الحكم، وخفت من عقاب الله تعالى، وأصبحت حزينة شاردة، كلما حاولت أن أمسك لساني فأزل، وعندي مشكلة في الوضوء بسبب القولون العصبي، عندما أبدأ في الصلاة أصبح متوترة خوفا من الحدث، وأن أصلي بدون طهارة، وبعض الأحيان أنكر وأحيانا لا، وأخاف من غضب الله تعالى، وعندما سمعت عن رد المظالم استسمحت من بعض الناس، وبقت جدتي لكنها ماتت، وهذا يؤرقني، أنا خائفة جدا كلما تفائلت وتبت خفت أني من أهل النار، وخفت من عذاب القبر، أحب الله تعالى جدا وراضية عن كل بلاء أعطاني، ودائما أردد إن كان هذا بلاء محبة منك أنا راضية به، أحب الله سبحانه، ولكن خائفة من شر نفسي، وذنوبي تهلكني، أحب الدين ونصرته، أريد كلاما يطمئني، ويشعرني أني على طريق صحيح .

الجواب

الحمد لله.

أولا:

احمدي الله تعالى أن وفقك للتوبة والمحافظة على صلاة وتلاوة القرآن، وما ذكرت من حبك لله تعالى، وحبك للدين، وخوفك من ذنوبك، يدل على خير كبير، وهكذا حال المؤمن، يحب الله، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه.

لكن نوصيك بأمرين:

1-إحسان الظن بالله تعالى، فإنه بر رحيم ودود، لا يضيع عبده، ولا يخيب من رجاه، وهو عند ظن عبده به، فإن ظن به الخير أعطاه الخير.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي  رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675) واللفظ له.

وعند أحمد (16059) بإسناد صحيح :  أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء  .

2-ألا تُفْرِطي في الخوف، وتبالغي فيه ؛ فإن ذلك قد يحمل على اليأس، والذنوب إذا تاب العبد منها : مُحِيت، وبدلت حسنات، فلا يقعدنك التفكير فيها، بل انشغلي بالترقي في درجات الصلاح والإقبال على الله، وذلك بزيادة الطاعات، من صلاة وصيام وذكر وتلاوة وبر للوالدين وصلة للأرحام وأداء للحقوق، فإن العمر قصير، والجنة درجات، والموفّق من سعى للدرجات للعلا.

وأكثري من الدعاء لجدتك، وإن كان لها حق مالي، فأعطيه لورثتها، وإن كان أمرا معنويا فاستغفري لها، واذكري محاسنها عند من يعرفها.

ثانيا:

اليقين لا يزول بالشك، فمن توضأ فهو على وضوئه ما لم يتيقن الحدث. فصلي واطمأني، وسلي الله تعالى الشفاء والمعافاة.

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (126243)، ورقم : (283800) .

نسأل الله أن يملأ قلبك سرورا ورضا، وأن يدخلك برحمته في عباده الصالحين.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب