الحمد لله.
أولاً : لا يجوز السماح بالإعلانات التي فيها منكرات ومحرمات
لا حرج على صاحب القناة أن يسمح لأصحاب الأعمال أن يعلنوا في قناته ، مقابل أجر يأخذه منهم ، بشرط أن تخلو هذه الإعلانات من المنكرات ، كالموسيقى ، وصور النساء ، وكما لو كانت إعلانات لأنشطة محرمة ، كالبنوك الربوية ، أو الخمور وما أشبه ذلك .
وينظر جواب السؤال رقم:(101806)، و(106669).
ثانيًا : زيادة عدد المشاهدات غير الحقيقة فيه غش وخداع
إعادة مشاهدة محتوى القناة بقصد زيادة عدد المشاهدات ، فيه خداع لأصحاب الإعلانات وغش لهم ، لأن هذا الفعل يجعلهم يقبلون على الإعلان في هذه القناة، ظنا منهم أن مشاهديها كثير ، والحقيقة عكس ذلك .
والغش حرمته معلومة ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا رواه مسلم/101.
ومما يدل على منع هذا الفعل أيضًا : أن فاعله يتجمل ويتزين بالباطل ، فيظهر للناس أن قناته عليها إقبال من ناس كثيرين؛ وهي – في واقع الأمر - ليست كذلك .
روى البخاري (5219)، ومسلم (2129) عَنْ عَائِشَةَ : " أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَقُولُ إِنَّ زَوْجِي أَعْطَانِي مَا لَمْ يُعْطِنِي ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ .
قال النووي رحمه الله :
قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ الْمُتَكَثِّر بِمَا لَيْسَ عِنْده ، بِأَنْ يَظْهَر أَنَّ عِنْده مَا لَيْسَ عِنْده , يَتَكَثَّر بِذَلِكَ عِنْد النَّاس , وَيَتَزَيَّن بِالْبَاطِلِ , فَهُوَ مَذْمُوم كَمَا يُذَمّ مَنْ لَبِسَ ثَوْبَيْ زُور . قَالَ أَبُو عُبَيْد وَآخَرُونَ : هُوَ الَّذِي يَلْبَس ثِيَاب أَهْل الزُّهْد وَالْعِبَادَة وَالْوَرَع , وَمَقْصُوده أَنْ يَظْهَر لِلنَّاسِ أَنَّهُ مُتَّصِف بِتِلْكَ الصِّفَة , وَيَظْهَر مِنْ التَّخَشُّع وَالزُّهْد أَكْثَر مِمَّا فِي قَلْبه , فَهَذِهِ ثِيَاب زُور وَرِيَاء" انتهى .
والمقطوع به أن صاحب القناة لو كان هو المعلن ، لاعتبر هذا الفعل غشا له من صاحب القناة ، فينبغي للمسلم أن يكون صادقا ، وأن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به .
وقليل طيب يبارك الله فيه ، خير من كثير خبيث يمحق الله بركته ، ثم يكون على صاحبه مسئوليته يوم القيامة .
والله أعلم.
تعليق