الحمد لله.
أولا:
تقبيل قدم الوالدين ومن في منزلتهم جائز بشروط بيناها في جواب السؤال رقم : (130154).
ثانيا:
أمر المخطئ بتقبيل القدم أمام الناس إذلال وإهانة ظاهرة، بل إذا كان في خلوة فهو كذلك إهانة لا معنى لها، لكن فعل ذلك أمام الناس أو الأهل أقبح وأشنع.
ولا ندري كيف لا تدرك ذلك، فلو قلت: تقبل رأسي، لكان مقبولا، أما تقبيل القدم، في هذا السياق فهو في غاية القبح، ونحمد الله أن زوجتك لم تفعل ذلك.
وهل تقبل أنت إن أخطات في حق مديرك أو رئيسك أو كبير عائلتك، أن يطلب منك تقبيل قدمه؟
لا نظنك تقبل، ولا نظن إنسانا ذا كرامة يقبل ذلك.
وأما تقبيلك لقدميها : فلم يكن بطلب منها، ولا بإجبار لك، وإنما فعلته أنت جبرا لخاطرها، باختيارك، وإرادتك، ولا يخفى الفرق الكبير بين هذا وبين أن تطلب أنت منها أن تفعل ذلك .
والحاصل أنه لا يجوز للزوج أن يطلب من زوجته تقبيل قدمه اعتذارا عن خطئها، ولا يلزمها طاعته؛ لما في ذلك من الإذلال والإهانة.
ثالثا:
ما دمت قد أرضيت زوجتك في وقتها، فلا يلزمك الآن الاعتذار اللفظي لها، أو أمام أهلها.
والذي يظهر من كلامك ومشكلتك : أن زوجتك امرأة صالحة، تخاف الله، وتوقر زوجها ، وتخاف عليه، وليس أحد معصوما من الخطأ، فهبها خرجت من غير إذنك، أو استزلها الشيطان، فنشزت عليك؛ ثم عادت، وبكت، واستغفرت، واسترضتك، كما تقول؛ فقد كان ينبغي أن ينتهي الأمر عند هذا الحد.
فالله، الله، في زوجتك، حافظ عليها، وصنها، وأكرم عشرتها.
والنصيحة لكما أن تحلا مشكلاتكما بعيدًا عن أهلك وأهلها، ما استطعتما إلى ذلك سبيلا، فإن دخول الأهل يزيد المشاكل غالبا، مع ما فيه إفساد القلوب، وتشويه السمعة، وكلما كثرت الأطراف وجد الشيطان سبيلا أوسع للإفساد.
والله أعلم.
تعليق