الحمد لله.
قد تبين من سؤالك أنك لا تستحق الرسوم عن الثلاثة الأشهر الأولى، وتستحقها عن الأشهر الثلاثة الأخيرة، وذلك لما يلي:
أولا:
أن من استأجر سكنا أو أخذ حق الانتفاع لسكن، مدة معلومة، فإنه تلزمه الأجرة إذا تمكن من السكن، ولو لم يسكن بالفعل.
قال في "منار السبيل" (1/294) في بيان ما تستقر به الأجرة : " وبانتهاء المدة إذا كانت الإجارة على مدة وسُلّمت إليه العين بلا مانع ؛ ولو لم ينتفع ".
وقال : " إذا مضى مدة يمكن استيفاء المنفعة فيها، ولم تُستوفَ، كما لو استأجر دابة ليركبها إلى موضع معين ذهابا وإيابا بكذا، وسلّمها له، ومضى ما يمكن ذهابه ورجوعه فيه على العادة، ولم يفعل: استقرت عليه الأجرة " انتهى.
وقد ذكرت أنك وقعت على بقائك في السكن، فسواء سكنت، أم سكن صاحبك، أم لم يسكن واحد منكما؛ فإن الغرفة بقيت مفرغة لك، وهي على اسمك، فيلزمك أجرتها.
ثانيا:
أما الشهور الأخيرة فحيث مُنِعت من السكن داخل الجامعة، فإنه لا تلزمك الأجرة، ويلزم الجامعة ردها إليك.
والحاصل: أن لك مطالبة الجامعة برسوم الشهور الأخيرة التي منعت من دخول السكن فيها.
وأما الشهور الأولى فأخبرهم بحقيقة الحال، وأنك وقعت على السكن فيها ولم تسكن أنت ولا غيرك فيها، فإن ردوا لك الرسوم فلا حرج عليك في أخذها.
والله أعلم.
تعليق