الحمد لله.
إذا تبين أن أولاد إخوة زوجك مصابون بالبرص-وهو وراثي-، وخشيت أن يولد لك أولاد كذلك، جاز لك طلب الطلاق؛ لأن هذا عذر، وقد ذكر الفقهاء في التعليل لجواز الفسخ إذا كان بالزوج أو الزوجة برص يُخشى من تعديه للنسل.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (7/ 185): "وإنما اختص الفسخ بهذه العيوب؛ لأنها تمنع الاستمتاع المقصود بالنكاح، فإن الجذام والبرص يثيران نفرة في النفس تمنع قربانه، ويخشى تعديه إلى النفس والنسل، فيمنع الاستمتاع." انتهى.
وقد روى أحمد (22440)، وأبو داود (2226)، والترمذي (1187)، وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة .
والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان كما ذكر الحافظ في "الفتح" (9/ 403)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"، وشعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.
والأذى النفسي يدخل ضمن البأس المبيح لطلب الطلاق.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: (21592) ورقم (13243).
والله أعلم.
تعليق