الحمد لله.
أولا:
إنشاء صفحة على مواقع التواصل للدعاء للميت
لا حرج في إنشاء صفحة على الفيسبوك للدعاء للميت من قبل أبنائه وأقاربه وغيرهم، فإن الدعاء للميت من الأعمال الجليلة التي تنفعه وتصل إليه.
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ : إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ رواه مسلم (1631) .
ثانيا:
مسألة وصول ثواب الأعمال الصالحة للميت والخلاف فيها
تذكير الناس بالسنن المهجورة، عمل صالح يرجى لفاعله ثوابه، وثواب من يعمل بتذكيره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا مسلم (4831).
وأما إهداء ثواب الأعمال الصالحة للأموات، فمحل خلاف، وقد ذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه يصل ثواب ذلك للميت.
قال الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع (2/ 212): " من صام أو صلى أو تصدق وجعل ثوابه لغيره من الأموات أو الأحياء: جاز ، ويصل ثوابها إليهم" انتهى.
وقال البهوتي في "كشاف القناع" (2/ 147): " (وكل قربة فعلها المسلم ، وجعل ثوابها ، أو بعضها كالنصف ونحوه) كالثلث أو الربع (لمسلمٍ حي أو ميت: جاز) ذلك ، (ونفعه ذلك؛ لحصول الثواب له (من) - بيانٌ لكل قربة - (تطوع وواجب تدخله النيابة ، كحج ونحوه) كصوم نذر ، (أو لا) تدخله النيابة (كصلاة ، وكدعاء واستغفار وصدقة) وعتق (وأضحية وأداء دين وصوم ، وكذا قراءة وغيرها). قال أحمد: الميت يصل إليه كل شيء من الخير، للنصوص الواردة فيه " انتهى بتصرف.
وعلى هذا القول؛ فلا حرج أن يهب منشئ الصفحة ثواب ما يأتي منها للميت، أو يهب من قدم موعظة أو تذكيرا ثوابها له.
وهكذا لو وُضع فيها قرآن أو حديث أو درس علم، ووهب الواضع ثواب ذلك للميت، نفعه إن شاء الله.
والله أعلم.
تعليق