الحمد لله.
يجب على المسلم أن يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعدل البشر ، ولا يمكن أن يكون غير ذلك.
أولا:
فعائشة رضي الله عنها وإن كانت أصغر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النصوص تشير إلى أن حبه لها ليس لمجرد شبابها وجمالها رضي الله عنها، بل لفضلها في الإيمان على سائر النساء، كما في حديث أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ رواه البخاري (3769) ومسلم (2431).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" والثريد هو أفضل الأطعمة لأنه خبز ولحم، كما قال الشاعر:
إذا ما الخبزُ تأدِمُه بلَحْم * فذاكَ أمانةَ اللهِ الثَّريدُ
وذلك أن البُرَّ أفضل الأقوات، واللحم أفضل الإدام ...
فإذا كان اللحم سيد الإدام، والبُرُّ سيد الأقوات، ومجموعهما الثريد، كان الثريد أفضل الطعام...
صحبته في آخر النبوة وكمال الدين، فحصل لها من العلم والإيمان ما لم يحصل لمن لم يدرك إلا أول زمن النبوة، فكانت أفضل بهذه الزيادة، فإن الأمة انتفعت بها أكثر مما انتفعت بغيرها، وبلغت من العلم والسنة ما لم يبلغه غيرها...
وكانت رضي الله عنها مباركة على أمته، حتى قال أسيد بن حضير لما أنزل الله آية التيمم بسببها: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، ما نزل بك أمر قط تكرهينه إلا جعل الله فيه للمسلمين بركة.
وكان قد نزلت آيات براءتها قبل ذلك لما رماها أهل الإفك، فبرأها الله من فوق سبع سماوات، وجعلها من الطيبات " انتهى من "منهاج السنة" (4 / 302 - 308).
ومن فضلها أنه صلى الله عليه وسلم قد تزوجها بعد منام، ومنام الأنبياء حق.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ، يُمْضِهِ رواه البخاري (7011)، ومسلم (2438) واللفظ له.
وكان الوحي ينزل عليه صلى الله عليه وسلم وهو معها في فراشها، ولم يحدث هذا مع سائر نسائه.
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
" كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقُلْنَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ، وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُرِيدُ الخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ، فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ، أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ، قَالَتْ: فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ:
( يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا) رواه البخاري (3775).
وبلغها جبريل عليه السلام السلام.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمَ .
فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ" رواه البخاري (3217)، ومسلم (2447).
ولهذا نصح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها بأن تحبها، وهذا مما يقطع بأن حب النبي صلى الله عليه وسلم لها ليس لمجرد شبابها وجمالها.
عن عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِي فِي مِرْطِي، فَأَذِنَ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ، وَأَنَا سَاكِتَةٌ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْ بُنَيَّةُ! أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟ فَقَالَتْ: بَلَى. قَالَ: فَأَحِبِّي هَذِهِ رواه البخاري (2581)، ومسلم (2442).
وهذه العدالة التي طالبن بها ليست في المعاملة، فهذا الحب لم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من العدل بين زوجاته، فكان يقسم بينهن بالعدل، ويسافر بمن تفوز بالقرعة ولا يقدم عائشة عليهن.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رواه البخاري (2593) ومسلم (2770).
وعَنْ عُروة ابنِ الزبيرِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: "يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ، مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا، وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلَّا وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا، فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ، حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتَ عِنْدَهَا"رواه أبو داود (2135)، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1/593).
ثانيا:
عدم ورود نصوص عن حب النبي صلى الله عليه وسلم لباقي زوجاته، لا يعني هذا عدم حبه لهن، فتصريحه صلى الله عليه وسلم بأحب الناس إليه كما أشرت في السؤال، إنما كان جوابا عن السؤال: من أحب الناس إليك؟ وليس من تحب من الناس؟ وكذلك لم يَرِدْ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصرح لهنّ بحبه لعائشة دونهن.
كما أن عائشة رضي الله عنها تصدّرت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لنشر سنته وبيان حاله داخل بيته وعاشت زمنا طويلا فوقفنا على تفاصيل معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لها ومدى حبّه لها، بينما سائر أمهات المؤمنين وضي الله عنهن فقد قلّ حديثهن.
ثالثا:
لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يمرّض في بيت عائشة، بل كان يحب ذلك، واستأذن منهنّ، وزوجاته هنّ اللواتي أذنّ بذلك.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْأَلُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، يَقُولُ: أَيْنَ أَنَا غَدًا، أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَاتَ فِي اليَوْمِ الَّذِي كَانَ يَدُورُ عَلَيَّ فِيهِ، فِي بَيْتِي ..." رواه البخاري (4450)، ومسلم (2443).
وهذا يدل على تمام عدله صلى الله عليه وسلم حيث لم يأمرهنّ بذلك، رغم شدة المرض عليه وصعوبة التنقل كل يوم من بيت إلى آخر، ويدلّ أيضا على فضل نسائه وشديد محبتهن للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث سارعن في تلبية ما يحب، ولم تمنعهن الغيرة من ذلك.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" نعلم من عدل النبي صلى الله عليه وسلم الذي ألزمه الله به أو ألزم به نفسه أنه لن يكون عند عائشة وحدها دون رضا زوجاته؛ ولهذا كان في مرضه يقول: أين أنا غدا؟ يشير إلى أنه يرغب أن يكون عند عائشة، ولما رأين هواه صلى الله عليه وسلم أذن له أن يكون عند عائشة، فكان عندها ومات في بيتها وفي يومها وفي حجرها، وآخر ما طعم من الدنيا ريقها، وهذه مناقب لعائشة رضي الله عنها؛ لأنه من المصادفات الَّتي أرادها الله عز وجل...
ومن فوائد الحديث: كمال عدل النَّبي صلى الله عليه وسلم حيث يسأل: أين أنا غدا؟ مع العلم أنه يحب عائشة أكثر من غيرها، وهذا مشهور عند نسائه...
ومن فوائد الحديث: حسن معاشرة زوجات النَّبي صلى الله عليه وسلم له؛ حيث أذنَّ له أن يكون عند عائشة مع العلم بأنهن كل واحدة تحب أن يكون عندها، لكنهن قدمن راحة النبي صلى الله عليه وسلم على راحتهن " انتهى من "شرح بلوغ المرام" (4 / 642 - 645).
رابعا:
تنازل سودة عن يومها لعائشة رضي الله عنهما، لم يثبت أن سببه هو أنها رأت من النبي صلى الله عليه ما خشيت منه الطلاق.
وقد سبق بسط هذه المسألة في جواب السؤال رقم: (127828).
لكنه ظن ظنته رضي الله عنها، ومجرد الظن الذي لا ندري سببه لا يصح أن نبني عليه ونقول : إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يحبها ، خاصة مع وجود محمل حسن يحمل عليه تخوف سودة رضي الله عنها؛ وهو: من المعلوم أنهن رضي الله عنهن كنّ يعاملن النبي صلى الله عليه وسلم ليس كمجرد زوج، وإنما أيضا على أنه رسول الله يجب توقيره وتقديم حبه على حب النفس، فهمّهن طلب رضا الله ورسوله، والمنافسة على الدار الآخرة، كما في قوله تعالى:
يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا الأحزاب/28 - 29.
وقد خيّرهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فكلّهنّ اخترن الله ورسوله، والدار الآخرة.
ومن كان هذا حالها إذا أسنّت وكبرت وذهبت رغبتها، فإنها تجد حرجا شديدا أن يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يجد رغبته ، فكل زوجة محبة لزوجها إذا حصل معها مثل هذه الحال يدخل قلبها الخشية من أن يكرهها ويعرض عنها ولو كانت متيقنة من حبّه لها، خاصة إذا كانت لها منافسات، فكيف بمن زوجها رسول الله وتريد أن تكون زوجته في الجنة، لا شك أنها تخشى أن يضيع منها هذا الخير، فلذا قدّمت سودة حب النبي صلى الله عليه وسلم على نفسها تطبيقا للآية السابقة.
ولعلّ النبي صلى الله عليه وسلّم أجابها لذلك لكي يزيل عنها الحرج ولكي تقرّ عينها ولا تحزن بسبب ما قد ينتابها من شعور بالتقصير في حقه صلى الله عليه وسلم.
وبعد، أيتها السائلة الكريمة؛ فلقد لمسنا من سؤالك، مع ما فيه من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحرص على تعظيمه وتوقيره؛ سؤال من لم يجد سؤالا، وإشكال من طلب الإشكال، وبحث عنه، ثم استغرق فيه؟!
والذي يعنيك، وينفعك: أن تسعي إلى معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العدل بين نسائه، وإكرامهن، وهذا سوف تجدين منه الكثير.
ثم تبحثين، أول ما تبحثين، عن سنته وهديه في عباداته، وأخلاقه، فتتخلقين بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتأدبين بأدبه، وتتابعين سنته وسيرته.
ثم قبل ذلك: تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكمل خلق الله، وأعظم إيمانا بربهم، وأتقاهم لله، وأخشاهم لله؛ وهذا أعظم المحكمات في جواب ما يشكل عليك؛ فما اشتبه عليك أمره من هذا الباب، ولم تجدي جوابه، فليكن رجوعك إلى هذا الأصل المحكم:
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعدل الخلق، وأحكمهم، وأرحمهم، وأعلمهم بربه، وأتقاهم له.
ومحبته فرض، وهي ركن في الإيمان، لا ينتفع المؤمن بشيء من علم ولا علم، حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما!!
فاعقلي ذلك كله، فهو الواضح المحكم؛ ودعي بينات الطريق؛ وقد سلمت .. واسترحت!!
والله أعلم.
تعليق