الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

كيفية معرفة شروق الشمس وغروبها لمن يسكن في الأودية المنخفضة أو خلف الجبال

365222

تاريخ النشر : 21-11-2021

المشاهدات : 19441

السؤال

سؤالي بخصوص صلاة الفجر ووقت طلوع الشمس، أنا أسكن في الأردن في مدينة العقبة، وهي مدينة ساحلية، وتحيط بها مرتفعات من معظم الجوانب، خاصة الشرق جهة طلوع الشمس، كما يوجد مرتفعات من الجهة الغربية في فلسطين بعد البحر، وهي ظاهرة للعين البشرية. سؤالي وبالأرقام للتوضيح كما يلي : طلوع الشمس بالتوقيت الفلكي أو الروزنامة مثلا الساعة 6.30 صباحا، من منزلي أرى بداية ظهور قرص الشمس بسبب وجود المرتفعات الجبلية الساعة 6.50، ولكن في حال النظر لقمة المرتفعات بالجهة الغربية خلف البحر في فلسطين تظهر أشعة الشمس على الساعة مثلا 6.35. فما حكم الشرع في وقت طلوع الشمس باعتبار الأخذ بقول تعدد المطالع؟ هل أعتبر رؤيتي الشخصية لقرص الشمس هو الوقت أم لرؤية أثرها وأشعتها على المرتفعات الغربية؟

الجواب

الحمد لله.

من كان يسكن في الأودية المنخفضة أو خلف الجبال فإنه يستدل على طلوع الشمس بوجود أشعتها التي تنعكس على الأجسام في الجهة الغربية.

فإذا رأيت الشعاع على قمة المرتفعات بالجهة الغربية، كان هذا دليلًا على طلوع الشمس، والاحتياط أن يجعل الطلوع قبل ذلك بدقائق؛ لأن الأشعة لا تنتشر إلا بعد ارتفاعها وقوتها، وأما قبل ذلك فإنها تطلع ضعيفة لا ينتشر شعاعها.

قال في "حاشية الطحطاوي الحنفي"، ص328: " قوله: "وطلوع الشمس في الفجر" : ليس المراد أن ينظر إلى القرص، بل إذا رأى الشعاع الذي لو لم يكن ثمة جبل يمنعه، لرأى القرص" انتهى.

وقد نص كثير من الفقهاء على كيفية معرفة غروب الشمس لمن كان خلف الجبال؛ لأن الحاجة تمس إلى ذلك لمعرفة وقت المغرب وإفطار الصائم، ويفهم من كلامهم ما يتم به معرفة وقت طلوع الشمس.

قال ابن دقيق العيد: " وَالْأَمَاكِنُ تَخْتَلِفُ ، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِيهِ حَائِلٌ بَيْنَ الرَّائِي وَبَيْنَ قُرْصِ الشَّمْسِ : لَمْ يَكْتَفِ بِغَيْبُوبَةِ الْقُرْصِ عَنْ الْأَعْيُنِ ، وَيُسْتَدَلُّ عَلَى غُرُوبِهَا بِطُلُوعِ اللَّيْلِ مِنْ الْمَشْرِقِ" انتهى من "إحكام الأحكام"(1/166).

وقال النفراوي في "الفواكه الدواني" (1/168): " مَا ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ مِنْ أَنَّ وَقْتَ الْمَغْرِبِ: غُرُوبُ الشَّمْسِ، إنَّمَا هُوَ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ يَكُونُ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ، أَوْ فِي فَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ.

وَأَمَّا مَنْ يَكُونُ خَلْفَ الْجِبَالِ: فَلَا يُعَوِّلُ عَلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَإِنَّمَا يُعَوِّلُ عَلَى إقْبَالِ الظُّلْمَةِ مِنْ جِهَةِ الْمَشْرِقِ، فَإِذَا ظَهَرَتْ، كَانَ دَلِيلًا عَلَى مَغِيبِهَا، فَيُصَلِّي وَيُفْطِرُ" انتهى.

وقال الرملي في "نهاية المحتاج" (1/366): " ويعرف الغروب في العمران بزوال الشعاع عن أعلى الحيطان، وفي الجبال عن أعلاها، وإقبال الظلام من المشرق" انتهى.

ويناء على ما تقدم، فإذا كنت ترى أشعة الشمس على قمة المرتفعات بالجهة الغربية الساعة 6.35، فإن الشمس تكون قد طلعت جزما في هذا الوقت، والغالب أن تطلع قبل ذلك كما قدمنا، وليس لك أن تعوّل على رؤية الشمس الساعة 6.50 دقيقة.

وينظر في تقرير هذه المشكلة وما يقترح لحلها: " مشكلة دخول وقت صلاة المغرب في المواقع الجبلية  المرتفعة" للأستاذ الدكتور عبد الله المسند.

وإذا أخذت بالوقت المحدد في التقويم في هذه الحالة فهو أولى ، لأنه يفيد نوعًا من غلبة الظن يجوز العمل بها ؛ بل هو متفق مع ما سبق ذكره من أن الشمس تطلع في واقع الأمر قبل أن تنتشر أشعتها؛ فإذا كنت ترى أشعة الشمس على قمة المرتفعات بالجهة الغربية الساعة 6.35، كان ذلك مناسبا جدا لأن يكون طلوعها 6.30 ، على ما هو في التقويم.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب