الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

مصابة بوسواس قهري إذا توضأت وهي صائمة تشعر أنها تعمدت شرب الماء فهل لها أن تتيمم؟

367456

تاريخ النشر : 08-08-2024

المشاهدات : 651

السؤال

أنا مصابة بوسواس قهري، وتم تشخيصي بذلك من قبل الأطباء، الآن أخذ علاجا دوائيا وسلوكيا، ولكن خلال الوضوء وأنا صائمة أتعب، وأحس أني أتعمد شرب الماء، وكرهت نفسي، وأريد أن أسأل هل بإمكاني التيمم للوضوء عند صلاه الظهر والعصر وأنا صائمة فقط؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

علاج الوسوسة يكون بالإعراض عنها وعدم الاستجابة لها؛ لما روى البخاري (3276)، ومسلم (134): عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " قَوْلُهُ: (مَنْ خَلَقَ رَبّك فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ) أَيْ: عَنْ الِاسْتِرْسَال مَعَهُ فِي ذَلِكَ، بَلْ يَلْجَأ إِلَى اللَّه فِي دَفْعه، وَيَعْلَم أَنَّهُ يُرِيد إِفْسَاد دِينه وَعَقْله بِهَذِهِ الْوَسْوَسَة، فَيَنْبَغِي أَنْ يَجْتَهِد فِي دَفْعهَا بِالِاشْتِغَالِ بِغَيْرِهَا " انتهى من " فتح الباري " (6/ 340).

وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله : "عن داء الوسوسة هل له دواء؟

فأجاب : له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية ، وإن كان في النفس من التردد ما كان ، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تُخرجه إلى حيز المجانين بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها" انتهى من "الفتاوى الفقهية الكبرى" (1/149).

وينظر للفائدة: الوسواس القهري

ثانيا:

المضمضة أمرها يسير، ويكفي فيها المرة الواحدة.

والتيمم إنما يشرع عند عدم الماء، أو خوف الضرر باستعماله، ولا ضرر عليك في استعمال الماء، وهذا ليس عذرا لترك الوضوء.

لكن، إذا شق عليك أمر المضمضة، لأجل مرضك الوسواسي؛ فلك أن تعملي بقول من لا يرى وجوب المضمضة، وهو قول معتبر، بل هو قول جمهور العلماء.

على أننا ننصحك بأن تعرضي نفسك على طبيب نفسي، ثقة، فإن الوسواس مرض معروف؛ فإن نصحك الطبيب بترك المضمضة، ورأى ذلك نافعا لحالتك، مع استمرارك في الدواء المناسب: فلا حرج عليك في ذلك، ووضوؤك سليم، إن شاء الله.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب