الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

حكم رفض الجماع بسبب نقص الصفائح الدموية والنزيف

387664

تاريخ النشر : 11-12-2022

المشاهدات : 4469

السؤال

عندي مرض بالدم يسبب لي نقصا حادا في الصفائح الدموية، يسبب لي نزيف طيلة الشهر، وأنا أرفض الجماع بسبب هذا النزيف المرضي في غير أيام الحيض، فهل أنا آثمة إذا رفضت الجماع؟

ملخص الجواب

رفض المرأة لجماع زوجها محرم إلا لعذر، كالمرض الذي لا تقوى معه على الجماع أو الذي يزيد بالجماع. وما ذكرت من نقص الصفائح الدموية والنزيف طيلة الشهر إن قال الطبيب: إن الجماع يزيد من المرض، أو من نقص الصفائح، أو لست آمنة من البكتريا التي يمكن أن تنتقل أثناء الجماع بسبب نقص خلايا الدم البيضاء، فهذا عذر يبيح رفض الجماع، وللزوج أن يصبر على ذلك إلى أن يتم علاجك، أو يتزوج بأخرى. وينظر تفصيل ذلك في الجواب المطول 

الجواب

الحمد لله.

لا يجوز للمرأة رفض الجماع إذا دعاها زوجها إليه؛ لما روى البخاري (3237)، ومسلم (1736) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ .

قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (10/7):" قوله صلى الله عليه وسلم (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح) وفي رواية: (حتى ترجع) هذا دليل على تحريم امتناعها من فراشه لغير عذر شرعي، وليس الحيض بعذر في الامتناع؛ لأن له حقا في الاستمتاع بها فوق الإزار.

ومعنى الحديث : أن اللعنة تستمر عليها حتى تزول المعصية بطلوع الفجر والاستغناء عنها ، أو بتوبتها ورجوعها إلى الفراش" انتهى.

وقال ابن حزم رحمه الله: " وفرض على الأمة والحرة، أن لا يمنعا السيد والزوج الجماع متى دعاهما، ما لم تكن المدعوة حائضا ، أو مريضة تتأذى بالجماع ، أو صائمة فرض ، فإن امتنعت لغير عذر فهي ملعونة" انتهى من "المحلى" (10/40).

وقال البهوتي رحمه الله : " وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت ... ما لم يشغلها عن الفرائض أو يضرها ، فليس له الاستمتاع بها إذن ؛ لأن ذلك ليس من المعاشرة بالمعروف ، وحيث لم يشغلها عن ذلك ، ولم يضرها ، فله الاستمتاع " انتهى من "كشاف القناع" (5/189).

فرفض الجماع محرم إلا لعذر كالمرض الذي لا تقوى معه على الجماع أو الذي يزيد بالجماع.

وما ذكرت من نقص الصفائح الدموية والنزيف طيلة الشهر، إن قال الطبيب: إن الجماع يزيد من المرض، أو من نقص الصفائح، أو لست آمنة من البكتريا التي يمكن أن تنتقل أثناء الجماع بسبب نقص خلايا الدم البيضاء، فهذا عذر يبيح رفض الجماع، وللزوج أن يصبر على ذلك إلى أن يتم علاجك، أو يتزوج بأخرى.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب