الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

ما صحة دعاء الفرج المنسوب إلى الخضر عليه السلام؟

403402

تاريخ النشر : 22-01-2023

المشاهدات : 21320

السؤال

ما صحة الدعاء المنسوب إلى الخضر، والذي نصه: "اللهم كما لطفت في عظمتك دون اللطفاء، وعلوت بعظمتك على العظماء، وعلمت ما تحت أرضك كعلمك بما فوق عرشك، وكانت وساوس الصدور كالعلانية عندك، وعلانية القول كالسر في علمك، وانقاد كل شيء لعظمتك، وخضع كل ذي سلطان لسلطانك، وصار أمر الدنيا والآخرة كله بيدك، اجعل لي من كل هم أصبحت أو أمسيت فيه فرجاً ومخرجاً، اللهم إن عفوك عن ذنوب، وتجاوزك عن خطيئتي، وسترك على قبيح عملي، أطمعني أن أسألك ما لم أستوجبه منك مما قصرت فيه، أدعوك آمناً، وأسألك مستأنساً، وإنك المحسن إلي، وأنا المسيء إلى نفسي فيما بيني وبينك، تتودد إلى بنعمتك، وأتبغض إليك بالمعاصي، ولكن الثقة بك حملتني على الجراءة عليك، فعد بفضلك وإحسانك علي، إنك أنت التواب الرحيم"؟

ملخص الجواب

1- دعاء الفرج المنسوب إلى الخضر، لم يرد في نص من نصوص الوحي منسوبا إلى الخضر عليه السلام. وإنما تروى حكايات بلا أسانيد . 2- ليس في هذا الدعاء المذكور ما يستنكر من حيث المعنى، فمن شاء أن يدعو به في خاصة نفسه، من غير أن يجعله وردا ثابتا له ولا لغيره، ولا أن يعتقد له فضيلة خاصة: فلا حرج عليه. والمفلح من اكتفى في تعبده بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ففيه الكفاية والفلاح. وينظر للأهمية الجواب المطول ففيه زيادة تفصيل وبيان 

الجواب

الحمد لله.

هذا الدعاء لم يرد في نص من نصوص الوحي منسوبا إلى الخضر عليه السلام.

وإنما تروى حكايات بلا أسانيد، معتمدة أن أحد رجال الخليفة المنصور علّمه رجل هذا الدعاء فلما أخبر به المنصور، قال له ذلك الخضر عليه السلام، وهو في قصة طويلة بلا إسناد، ساقها الغزالي في "إحياء علوم الدين" (2/ 351—353) وغيره.

ومثل هذا لا يصح؛ لعدم وجود اسناد صحيح له، ولو صح الإسناد إلى صاحب القصة، فمن أين للمنصور أن يعلم بأنه الخضر عليه السلام؟!

ثم إن الصحيح من أقوال أهل العلم أن الخضر عليه السلام قد توفي قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وليس هو في هذه الدنيا، وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال رقم: (20505).

وليس في هذا الدعاء المذكور ما يستنكر من حيث المعنى، فمن شاء أن يدعو به في خاصة نفسه، من غير أن يجعله وردا ثابتا له ولا لغيره، ولا أن يعتقد له فضيلة خاصة: فلا حرج عليه.

وبكل حال؛ فالمفلح من اكتفى في تعبده بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ففيه الكفاية والفلاح.

قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الأحزاب/21.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

"هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله... " انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/391).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

"لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف، والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء، وسالكها على سبيل أمان وسلامة، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنه لسان، ولا يحيط به إنسان ..." انتهى من "مجموع الفتاوى" (22/ 510–511).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب