الحمد لله.
الأصل العام، هو أن الجزاء يكون من جنس العمل.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" قالوا: وقد دل الكتاب والسنة في أكثر من مائة موضع على أن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر، كما قال تعالى : ( جَزَاءً وِفَاقًا ) أي: وفق أعمالهم، وهذا ثابت شرعا وقدرا " انتهى. "حاشية ابن القيم مع عون المعبود" (12/176).
لكن المصائب والأمراض قد تقع على العبد عقوبة، وقد تكون ابتلاء مبتدأ، وليس أثرا لذنب سابق. طالع للأهمية جواب السؤال رقم: (112905).
فالقول بأن مرض فلان بمرض معين هو جزاء له على معصية معيّنة: ليس بصواب، بل هو أقرب إلى التألي على الله، والقول عليه بغير علم؛ لأن هذا المرض الذي قدّره الله تعالى على عبده لم يطلعنا على سببه فقد يكون ابتلاء وقد يكون عقوبة على ذنب غير الذي نظنه.
فالحاصل؛ أن للعبد أن يعتقد من حيث العموم أن الجزاء من جنس العمل؛ لكن القطع بأن مرض هذا الإنسان عقوبة له على ذنب معيّن، هو أمر من أمور الغيب ليس للعبد أن يتكلف الكلام فيها.
قال الله تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا الإسراء/36.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:
" نهى جل وعلا في هذه الآية الكريمة عن اتباع الإنسان ما ليس له به علم، ويشمل ذلك قوله: رأيت، ولم ير. وسمعت، ولم يسمع، وعلمت، ولم يعلم. ويدخل فيه كل قول بلا علم، وأن يعمل الإنسان بما لا يعلم، وقد أشار جل وعلا إلى هذا المعنى في آيات أخر " انتهى من "اضواء البيان" (3/682).
والله أعلم.
تعليق