الحمد لله.
ينبغي تربية الطلاب على مراعاة الأدب مع معلميهم، والمشرفين عليهم، ومن هم أكبر منهم سنا، فلا يليق بالطالب أن يتكلم مع واحد من هؤلاء وهو متكئ ؛ لمنافاة ذلك للأدب والاحترام، فيما يتعارفه الناس من ذلك.
روى الترمذي (1919) عن أَنَس بْن مَالِكٍ قال: جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْطَأَ القَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا)، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
وفي رواية للترمذي : (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا)، وعند أحمد (7073) بإسناد صحيح: (مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا).
وأما قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) رواه أحمد (16918)، وأبو داود (5229)، والترمذي (2755) عن معاوية رضي الله عنه، وصححه الألباني، فهو في القيام، وليس في القعود وترك الاتكاء.
وقد بينا في جواب السؤال رقم:(196524) أن المدرس لا يأمر الطلاب بالقيام، وأن قيامهم له من غير أمر، مختلف فيه.
وأما القعود فلا يدخل في ذلك، واتكاء الطالب في وجود المشرف مناف للأدب.
وعليه؛ فلا حرج عليك في دعوة الطلاب لمراعاة هذا الأدب، بل ينبغي عليك دعوتهم لذلك.
والله أعلم.
تعليق