الحمد لله.
روى البخاري (6989) من حديث أبي سعيد ، ومسلم (2263) من حديث أبي هريرة عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ .
وروى البخاري (6990) عن أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا المُبَشِّرَاتُ قَالُوا: وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ.
وروى البخاري (2292) ومسلم (2261) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، وَالرُّؤْيَا السَّوْءُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ رَأَى رُؤْيَا فَكَرِهَ مِنْهَا شَيْئًا فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، لَا تَضُرُّهُ وَلَا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنْ رَأَى رُؤْيَا حَسَنَةً، فَلْيُبْشِرْ وَلَا يُخْبِرْ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ
وهذا الذي رأته المرأة النصرانية: هي رؤيا صالحة، إن شاء الله، وفيها بشارة عظيمة، لها، وإشارة إلى أن تدع ما هي عليه، وتقبل على الدين الحنيف، دين الإسلام؛ فما بينها وبين تحقيق هذه الرؤيا، وتصديقها: إلا أن تنطق الشهادتين، ثم تكبر وتصلي، في بيتها، في المسجد؛ أو حيث شاءت.
ولا يمنع أن نقول إن هذه الرؤيا هي من المبشرات الصالحة: أن تكون التي رأتها على دين النصارى الآن، أو غير ذلك من ملل الكفر؛ فإن رؤيا الكافر قد تصدق، وقد تكون بشارة عظيمة، ورؤيا صالحةً حسنة.
وأي رؤيا أعظم، وأي بشارة أجل من تلك التي رأتها آمنة بنت وهب، وكانت على دين قومها، ورأت النور الذي سطع منها؛ وكان هذا النور: هو نبي الله صلى الله عليه وسلم، ورسالته، وكان النبي هو هذه " الرؤيا"؛ يعني: أن مجيئه، كان تأويل هذه الرؤيا.
فعن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم أنهم قالوا : يا رسول الله ، أخبرنا عن نفسك. قال : (دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ) . رواه ابن إسحاق بسنده ( 1/166 سيرة ابن هشام ) ومن طريقه أخرجه الطبري في تفسيره (1/566) ، والحاكم في مستدركه ( 2/600) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وانظر السلسلة الصحيحة (1545) .
وينظر جواب السؤال رقم (26713)
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله:
الرؤيا خاصة بالمؤمن؟ يعني ما يرى هذه الرؤيا وتصدُق رؤياه إلا المؤمن أم الكافر والمؤمن؟
فأجاب:
هذا محل نظر، قد يرى الرؤيا الكافر وتصدق، أيش المانع؟
س: مثل صاحبي يوسف اللذين في السجن؟
الشيخ: المقصود أن هذا يفيد أن أصدق الناس في الدنيا حديثًا أصدقهم رؤيا، يعني أقرب، وإن لم يكن المؤمن، كونه كافرًا يرى أو العاصي يرى: هذا لا مانع؛ لأن الرؤيا تقع من الكافر ومن الفاجر، لكن أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا في الدنيا.
س: أصدقهم حديثًا يعني في كل الأعمال الصالحة؟
الشيخ: يعني: كل ما كان أصدق في الدنيا كان أقرب إلى صدق رؤياه، ولاسيما إذا نام على طهارة، فأقرب الناس صدقًا في الرؤيا أقربهم صدقًا في الحياة وأكثرهم استقامة في الحياة". انتهى.
والحاصل:
أننا نرجو أن تبشر هذه الرائية بصلاح رؤياها، وما فيه من حث لها ودعوة إلى هذا الدين الحق.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (145589) ففيه رؤيا عظيمة لامرأة كاثوليكية، أرسلتها إلى الموقع.
وينظر أيضا رؤيا أخرى لشخص كاثوليكي، في جواب السؤال رقم (181960)
والله أعلم.
تعليق