الحمد لله.
الوعد أو العهد مع الله على فعل طاعة، له حكم النذر واليمين، فيلزم الوفاء به، فإن لم يفعل فعليه كفارة يمين.
قال تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً الإسراء/34، وقال تعالى: وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ*فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ التوبة/ 75 - 77.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " إِذَا قَالَ: أُعَاهِدُ اللَّهَ أَنِّي أَحُجُّ الْعَامَ: فَهُوَ نَذْرٌ وَعَهْدٌ وَيَمِينٌ " انتهى من "الاختيارات العلمية" ص 286.
وفي "الموسوعة الفقهية" (2/325): "ومن الفقهاء من جعل الوعد والعهد واحدا، ومنهم من جعل الوعد غير العهد، فخص العهد بما أوجبه الله تعالى أو حرمه، وجعل الوعد فيما عدا ذلك" انتهى.
والواجب عليك أن تحذري إخلاف عهدك أو وعدك مع الله.
وإذا كنت لم تفي بوعدك مع الله مرات، فاجتهدي في تقدير عددها، وكفري عن كل وعد كفارة يمين.
وكفارة اليمين: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فمن لم يجد صام ثلاثة أيام.
والأفضل لمن أراد أن يفعل الخير أن يفعله من غير يمين ولا عهد مع الله، ومن أراد أن يترك الشر فليتركه من غير يمين ولا عهد مع الله، لأنه باليمين والعهد يوقع نفسه في الحرج إن حنث، كما حصل معك.
والله أعلم.
تعليق