الحمد لله.
أختنا الكريمة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛ فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْؤُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ ، قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" أخرجه البخاري(2409).
وإن حراسة براءة أطفالنا هي واحدة من أولى وأعظم وأهم مسؤوليات الوالدين، ولا شك أن هذا الذي تصفينه ليس وضعًا طبيعيًا، ولا مقبولًا، وهو يندرج تحت الإساءة الجنسية بغض النظر عن قصد الصبي من عدمه، لا يهمنا إن كان يقصد أم لا، المهم أن هذه الحالة نفسها اسمها: إساءة جنسية.
وتُعرف الإساءة الجنسية بأنها: تعريض الطفل لأي محتوى أو سلوك جنسي.
أولًا: إساءة غير مقصودة (ممارسة ذات طابع جنسي لم يقصد بها الإساءة)، من أشكالها: الجماع بحضرة الطفل بعد إتمامه السنة، والتعري الكامل من الوالدين أو أحدهما أمام الطفل، واللمس غير الضروري للمناطق الخاصة للطفل كالدغدغة في المناطق الخاصة، والألفاظ والنكات والإهانات ذات الطابع الجنسي، وإهمال الأمن الإلكتروني للطفل. فهذه إساءات "فعلية"، جنسية؛ لا يكون هناك وعي بأثرها السلبي.
ثانيًا: إساءة مقصودة.
وتنقسم إلى قسمين:
الأول: التحرش الجنسي (تعريض الطفل لأي محتوى أو سلوك جنسي مقصود، ويشمل الكلمات والصور والأفعال الذاتية والأفعال الموجهة نحو الطفل، دون الاعتداء أو دون الاغتصاب)، من أشكاله: التلصص على الطفل في خلوته، ولمس الأعضاء الخاصة بالطفل، والكلام الجنسي المباشر أو الصريح مع الطفل، وعرض الصور الإباحية على الطفل، وكشف الأعضاء الخاصة بالمتحرش أمام الطفل، وممارسة العبث بالأعضاء الخاصة للمتحرش أمام الطفل، وحمل الطفل على ملامسة أو مداعبة الأعضاء الخاصة بالمعتدي، والاعتداء الجنسي على الطفل، والاستمناء أمام الطفل).
الثاني: الاغتصاب (بلوغ التعريض حد ممارسة العلاقة الجنسية مع الطفل).
ووفقًا لهذا التوصيف؛ فحتى لو فرضنا أن الصبي لا يقصد شيئا محددا ؛ فسيظل ما حصل مندرجًا تحت بند الإساءة الجنسية ، ولو افترض أنها غير مقصودة.
والواجب الآن هو قطع جميع أشكال التواصل بين بنتك وبين هذا الولد، خاصة وأن ما ذكرتيه من رد فعل والدته يدل على انعدام الوعي، وانعدام المسؤولية، وهذه بيئة لا ينبغي أن يأسف الإنسان لقطع التواصل معها، بل قطع التواصل هو الواجب، سواء أدى هذا إلى كراهية بين الأولاد أم لا، فأولويتك هي حماية ابنتك فقط لا غير، وليس دورك بناء علاقات مع الآخرين، لك أو لابنتك، كيفما كان الأمر، وكيفما كان ثمن العلاقة، وضريبتها الباهظة.
نسأل الله أن يُسلم ابنتك من كل شر وسوء.
والله أعلم.
تعليق