الحمد لله.
أولًا:
فيما يتعلق بالقصص القديمة التي سبق نشرها وعرضها مرارًا مثل قصة تيد باندي أو قصة جاك السفاح، فلا إشكال في عرض هذه القصص بشروط، أهمها:
1-ألا يقترن العرض بصور يحرم النظر إليها، أو بترويج لمنكر، أو تزيين لباطل.
2-أن يتم تحري الصدق فيما يُحكى ويقال.
3-أن يكون هذا العرض خاصا بالبالغين، وأن يؤمن – في غالب الظن - اطلاع الأطفال عليه.
4-ينبغي أن يقترن هذا العرض بمقصد شرعي محمود، مثل بيان عاقبة الشر وأهله.
ثانيًا:
إن كان هذا العرض لقصص جارية، وحاضرة، أو كانت قصصا غير مشتهرة: فالصواب تجنب ذلك؛ إلا لحاجة ملحة، أو مصلحة تدعو إلى التعريف بمثل ذلك؛ كأن يكون الهدف: توخي أهل منطقة معينة الحذر من مجرم طليق مثلا، أو خطر مجتمعي يتهددهم.
أما مجرد الاشتغال بهذه القصص، كنوع من صناعة المحتوى على شبكة الإنترنت: فليس حسنًا، سواء كانت القصص منتزعة من مجتمعات إسلامية، أو غير إسلامية.
والسبب في هذا المنع يلخصه العلامة المفسر الشيخ الطاهر بن عاشور فيقول:
" لشيوع أخبار الفواحش بين المؤمنين – بالصدق، أو بالكذب - مفسدة أخلاقية؛ فإن مما يزع الناس عن المفاسد = تهيُّبُهم وقوعها، وتجهمهم، وكراهتهم سوء سمعتها؛ وذلك مما يصرف تفكيرهم عن تذكرها، بله الإقدام عليها رويدا رويدا، حتى تُنْسَى، وتنمحي صورها من النفوس.
فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش، تذكرتها الخواطر، وخف وقع خبرها على الأسماع؛ فدب بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها، وخف وقعها على الأسماع؛ فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها.
وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة!!
هذا إلى ما في إشاعة الفاحشة من لَحاق الأذى والضر بالناس، ضرا متفاوت المقدار، على تفاوت الأخبار في الصدق والكذب" انتهى، من "التحرير والتنوير" (18/185).
والله أعلم.
تعليق