الحمد لله.
أولًا:
لا شك أن للأم على ولدها حقوقًا عظيمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: "ثم أبوك ". رواه البخاري(5626)، ومسلم(2548).
ثانيًا:
يغلب على الأم حرصها الشديد على نجاح زواج أولادها، ومن منطلق هذا الحرص فهي تتدخل باستمرار، لتحول دون تطور الخلافات الزوجية إلى شكل تستحيل معه العشرة فيفشل الزواج.
ومن إيجابيات هذا التدخل:
1- توجيه الابن إلى الطريق الصحيح، ففي حال رأت الأم أنَّ ابنها يتصرَّف بشكل خاطيء، فعلى الأم في هذه الحالة أن تحرص على إنقاذ زواج ابنها قدرَ المستطاع.
2- تدخّل الأم في حياة ابنها المتزوِّج باعتدال، وبطريقة سليمة قد يقلِّل من شعورها بالوحدة والملل، خاصّةً إذا كانت تعاني من ظروف تجعلها وحيدة بالفعل، وهذا ينبغي أن تراعيه وتتفهمه.
ثالثًا:
طريقة بعض الأمهات في هذا التدخل هي أن تحتوي الزوجة، وربما تظهر الميل لها، فتضمن بذلك قلب الزوجة، يشبه الأمر حال الوالد الذي يأخذ صف الولد الصغير، تعويلًا على عقل الكبير، وأن مسؤولية الكبير أكثر، وبغض النظر عن صحة هذه الطريقة من عدم ذلك؛ إلا أن النية وراءها نية حسنة.
ولكن يبقى التدخل بهذا الشكل: من الصور السلبية للتدخل، فإن المحاباة ليست طريقًا للإصلاح؛ خاصة إن أساء أحد الطرفين توظيف هذه المحاباة.
رابعًا:
استجابة زوجتك للأمر عن طريق استقوائها بالوالدة هو مسؤولية الزوجة، ويجب حله من خلال التفاهم مع زوجتك، وتوجيه النصح لها: ألا تسيء استغلال طريقة الوالدة في الإصلاح.
خامسًا:
لا حرج من محاولة إثناء الوالدة عن هذه التدخلات، إذا زادت عن حد الاعتدال، أو ظهرت لها آثار سلبية في علاقتك الزوجية، وإقناعها أن الزوجة تسيء توظيف هذه التدخلات، ولكن يجب الحذر والرفق، واستعمال اللطف في هذا قدر الاستطاعة، فإثناء الوالدة عن التدخل ليس عقوقًا، لكن طريقة الوصول لهذا الإثناء هي التي قد تتطور للعقوق، وقد تؤدي إلى انكسار نفسها، وربما انعزالها عنك، وعن شؤونك بالكلية؛ وبالتالي كن حازمًا في طلب عدم التدخل، وكن مطمئنًا إلى أن هذا الطلب ليس عقوقًا، لكن ليكن حزمك مقرونًا باللطف قدر استطاعتك.
ونرجو مراجعة جواب السؤال: (5053).
والله أعلم.
تعليق