الحمد لله.
من باع شيئا يستعان به على الطاعة، ونوى مع الربح، إعانة الغير على الطاعة وترغيبه فيها، فله أجر على ذلك.
والأصل في ذلك: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا) رواه مسلم (4831).
وروى مسلم (1893) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ).
والبيع وابتغاء الربح لا ينفي الأجر، فإن الأجر هنا على النية الصالحة.
وهذا مثل من يعلم القرآن بأجرة، فإن أخذه الأجرة لا ينفي الثواب إذا حسنت النية.
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (15/99): " س : ما حكم أخذ الأجرة على تحفيظ القرآن الكريم للأطفال الصغار ؟ وإذا أفتيتم بالجواز فهل للمعلم ثواب عند الله بعد أخذه للأجرة الشهرية ؟
الجواب : تعلم القرآن الكريم وتعليمه من أفضل القرب إلى الله جل وعلا، إذا صلحت النية ، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على تعلم القرآن وتعليمه بقوله: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) .
وأخذ معلمي القرآن الأجرة على تعليمه لا ينافي حصول الثواب والأجر من الله جل وعلا إذا خلصت النية. وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
الشيخ بكر أبو زيد ... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز" .
فلو بعتِ هذه الإسدالات، ونويت ترغيب النساء في الحجاب والستر، وإراحتهن في الحج والعمرة، مع تخفيض الثمن، بحيث يتشجعن لذلك ولا يثقل عليهن، فيرجى لك الثواب بهذه النيات الصالحة وبهذا التخفيض.
فيسّري على الناس، ورغبي في الحجاب، وحثي على الصلاة والحج والعمرة، ولن يضيع أجرك؛ فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
والله أعلم.
تعليق