الحمد لله.
الأصل في الطلاق أنه مكروه ، ويدل لذلك قوله تعالى للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم فقال في الفيئة غفور رحيم وقال في الطلاق سميع عليم وهذا فيه شيء من التهديد ، فدل هذا على أن الطلاق مكروه عند الله تعالى .
ولكن قد تعرض حالات تجعل الطلاق أمرا لابد منه ، بل قد يصل الأمر إلى وجوب الطلاق ، وفي مثل الحالة التي ذكرتها أيها الأخ الكريم ، فإن الطلاق ربما يكون حلا مناسبا ، إذ لا يعقل أن تكون الزوجة بهذه الإساءة لزوجها – على ما ذكرته في سؤالك – ، فإن المرأة قد تخطيء على زوجها ، لكن أن تكفر العشير المرة تلو الأخرى ، فهذا مما يستغرب .
ولكن قبل الطلاق لابد من محاولة الإصلاح أولاً ، والصبر على المرأة ، فإذا كان فيها بعض الإخلاق السيئة فستجد منها أيضاً بعض الصفات الحميدة ، والأخلاق الحسنة فلتتحمّل سيئاتها مقابل حسناتها .
يراجع السؤال رقم ( 20044 )
وإن استطعت أن تدخل بعض الأقارب لحل الموضوع فافعل ، رحمة بتلك البنت المسكينة ، التي ستعاني – مهما كان الأمر – من مرارة الفراق ، وتفكك الأسرة .
فإن كان الطلاق هو الحل النهائي ، واستفرغت كل الحلول ، فاستخر ثم استشر ، وتوكل على الله .
أما ما رفعته هي للقضاء فهذا قد يكون طلبا من القضاء لإلزام الزوج بالطلاق ، أو خلعا ، على حسب الحال ، فإن كانت ستدفع لك مالاً أو ترد إليك المهر مقابل حصولها على الطلاق فهذا خلع ، وإن كانت لن تدفع شيئاً فهو طلاق .
وأما بالنسبة للحضانة ، فالأصل أن الأم هي الأحق بالحضانة ، ما لم يكن هناك مانع من ذلك ، فإن كان هناك مانع كزواج الأم بزوج أجنبي عن الولد ، أو سوء خلق الأم ، فإن الحضانة تنتقل إلى أم الأم عند الجمهور ، فإن كانت لا تصلح للحضانة – أي أم الأم – ، انتقلت إلى الأب ، واختار شيخ الإسلام أنه عند تنازع أم الأم والأب فإن الحضانة تكون للأب ، لأنه أقرب للولد ، وهذا القول رجحه الشيخ ابن عثيمين في شرحه كتاب الحضانة من زاد المستقنع ، وقد سبق تفصيل ذلك في السؤال رقم (5234 ،9463 ،8189 ،21516 ) .
والله أعلم .
تعليق