الحمد لله.
أولًا:
كتابة السيرة النبوية الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ هي نوع من أنواع الكتابة في العلوم الإسلامية، وبالتالي فهي تحتاج مبدئيًا إلى تأسيس أفقي في العلوم الإسلامية، وعلوم العربية؛ بحيث يكون عند الكاتب معرفة منضبطة، تستوفي الحد الأدنى من الإلمام بعلوم القرآن وعلوم الحديث وأصول الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والفقه والتاريخ الإسلامي، مع أساسيات النحو والصرف والبلاغة، وعلم اللغة ومعاجم العربية.
ثانيًا:
بعد المرحلة السابقة يحتاج هذا الباحث إلى أن يكون على معرفة بمصادر التاريخ الإسلامي عامة، ومصادر السيرة النبوية المعنية بها، خاصة، ومناهج البحث فيه، ومناهج نقد الروايات سندًا ومتنًا؛ لكي يستطيع أن يكتب سيرة موثقة لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
ثالثًا:
قد يكتب الباحث سيرة لا تحتاج إلى هذا الكم من الأدوات، إن بنى كتابته على أن تكون تلخيصًا لأحد الكتب المعتمدة الموثقة في السيرة النبوية، أو تكون لديه مجموعة من مصادر موثوقة وعمله فيها هو الجمع والترتيب فحسب، لكن من الضروري أن يعوض نقص أدواته بعرض هذه السيرة التي جمعها على أهل العلم الموثوقين؛ ليراجعوها ويسدوا خللها.
رابعًا:
ننصح بمطالعة بعض المراجع الحديثة التي كتبت سيرة موثقة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، والتدبر في مقدمات ومراجع هذه الكتب، ومنهج كتابتها وتتابع سردها للأحداث وتمحيصها للروايات؛ لتكون نماذج يحتذى بها، ومن ذلك: الرحيق المختوم للمباركفوري، والسيرة النبوية الصحيحة لأكرم ضياء العمري، والسيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية لمهدي رزق الله، واللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون لموسى العازمي.
وننصح أيضا بالاستفادة من كتابين خاصين في المسألة، وهما:
- مصادر السيرة النبوية، د. فاروق حمادة.
- مصادر السيرة النبوية، ومقدمة في تدوين السيرة، للدكتور محمد يسري سلامة، رحمه الله.
تعليق