الحمد لله.
لا بأس بكتابة القصص الخيالية على لسان الحيوان، وخاصة إذا كانت هادفة تعزز القيم والأخلاق، ولا حرج في إنتاجها، إذا خلت من المحظورات التي قد تصاحب مثل تلك الأعمال كالموسيقى؛ بل أصبح ذلك مطلوبا لإبعاد أطفال المسلمين عن المسلسلات الكرتونية المليئة بالمخالفات العقدية والأخلاقية.
ولا يرد على هذا شبهة الكذب؛ فالذي يشاهد تلك المشاهد يدرك أنها خيال وتمثيل، حتى الأطفال، وقد ألّف جمع من الأدباء من المتقدمين قصصا على هذا النحو، وقالوا قصائد بلسان الحيوان فيها من الدروس والعبر الكثير، مثل: كتاب "كليلة ودمنة"، ولازال الناس يقرأها -علماء وعامة-منذ تلك القرون من غير نكير، وقصائد أحمد شوقي وغيره على لسان الحيوان، ولازال العلماء يذكرونها في دروسهم من غير نكير.
وانظر مثلا ذكر الشيخ ابن عثيمين في دروسه ما جاء على لسان حمار الحكيم توما.
انظر: "الشرح الممتع على زاد المستقنع" (4/ 78).
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في تعليقه على حديث («حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنه كانت فيهم أعاجيب) رواه ابن أبي شيبة (28183) وأصله في الصحيحين دون زيادة (فإنه كانت فيهم أعاجيب) وصحح الزيادة الشيخ الألباني في "السلسة الصحيحة" (2926).
"ومنه يؤخذ حل سماع الأعاجيب والغرائب من كل ما لا يُتيقن كذبه بقصد الفرجة، بل وما يُتيقن كذبه، لكن قصد به ضرب الأمثال والمواعظ وتعليم نحو الشجاعة على ألسنة آدميين أو حيوانات" انتهى من "تحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني والعبادي" (9/ 398).
وفي الموقع جواب مفصل عن كتابة الروايات الخيالية يحسن الرجوع إليه :(174829).
وينظر أيضا جواب السؤال رقم: (278767)، ورقم: (224977).
والله أعلم
تعليق