الحمد لله.
ما حدث لك هو أثر من آثار الإقامة ببلاد الكفر والدراسة المختلطة بها، ولهذا كثُر تحذير أهل العلم من ذلك، ونحمد الله أن هداك وعصمك من الوقوع فيما هو أعظم من ذلك .
وقد أخطأت خطأ عظيما بتعمدك الفطر في نهار رمضان ، وكان عليك أن تستغفر الله مما بدر منك مع الفتاة ، وأن تواصل صيامك .
وأعلم أن من أعظم وسائل الشيطان التي تصدّ عن طريق الخير أن يعيقك عن صحبة الأخيار أو عن عمل الخير بحجة كونك لست أهلاً لذلك .
وقد تكون نتيجة هذا البعد عن عمل الخير وأهله أعظم من الذنب الذي دفع لهذا البعد ، ولهذا فإن العاقل هو الذي يمنع المعصية من أن تقوده لمعصية أخرى بل يسارع بالتوبة منها ، ويزيد من قربه لأهل الخير ويكثر من الأعمال الصالحة الأخرى . ( إن الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات )
أما بالنسبة لخروج المذي فإنه لا يبطل الصيام في أصح قولي العلماء، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله . ( ا لمغني 3/20، الاختيارات الفقهية ص 97). وراجع سؤال رقم ( 38074 ) ( 49752 )
مع أنك لم تجزم بخروج المذي منك .
ولا يلزم في المذي اغتسال، وإنما هو نجس ينقض الوضوء، ويكفيك أن تنضح ما أصابك منه بالماء ، وانظر السؤال رقم ( 34172 )
والواجب عليك قضاء ذلك اليوم الذي أفطرته، مع التوبة إلى الله تعالى ، ولا يلزمك الكفارة المغلظة ، لأنها مختصة بالوطء ، على الراجح من قولي العلماء ، كما هو مذهب الشافعي وأحمد .
لكن إن كنت أخرت قضاء ذلك اليوم ، حتى جاء رمضان آخر ، وجب عليك مع القضاء كفارة للتأخير ، وهي إطعام مسكين نصف صاع من طعام ، وهو كيلو ونصف تقريبا ، وانظر السؤال رقم 38867
والله أعلم .
تعليق