الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

يريد الزواج ووالداه يريدان تأجيل ذلك

46532

تاريخ النشر : 07-05-2004

المشاهدات : 11617

السؤال

بما تنصحون من لديه رغبات جنسية عارمة ولا يخرج من البيت ولا يفعل أي شيء يشبع هذه الرغبة. إنه أمر مشتت فعلا، وأفكار دائمة لا تغادر رأسي، وأنا راغب حقـًا في التزوج لكن والديّ لديهما طموحات أعلى بشأن مستقبلي، فهما يريدان لي أن أصبح شخصية ذات شأن أولا ثم أفكر بعد ذلك في حياة الاستقرار والزواج .

الجواب

الحمد لله.

جاء في البخاري (5065) ومسلم (3384) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) أي : قاطع للشهوة مضعف لها .

وعلى هذا فلو تيسر للإنسان أسباب الزواج ومؤونته فعليه أن يبادر بالزواج لما في ذلك من المصالح الكثيرة التي نبّه عليها النبي صلى الله عليه وسلم ، من غَضِّ البصر وحفظ الفرج وتكثير الأمة والسلامة من الفتن والفساد ....

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام ، وأعلم أني أموت في آخرها يوماً ، ولي طَول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة "

وقال الإمام أحمد رحمه الله : " ليست العُزْبَة من أمر الإسلام في شيء "

وإذا كنت تخشى على نفسك العنت ، والوقوع في المحظور فحينئذ يجب عليك الزواج .

وفي هذه الحال ينصح الوالد بتزويج ابنه وعدم الوقوف في طريق عفته وحفظه من الفتن .

قال ابن قدامة رحمه الله : والناس في النكاح على ثلاثة أضرب ، منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح ، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء ، لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام ، وطريقه النكاح .. إلخ " المغني (9/341)

وعليك بالتلطف والرفق مع الوالدين ومحاولة إقناعهما بحاجتك إلى الزواج ، وأن ذلك لن يتعارض مع ما يريدانه منك في المستقبل ، ويمكنك أن تستعين بالعقلاء من أقاربك من إقناع والديك .

ومما يحمد عليه السائل ما يقوم به من عدم الخروج إلى أماكن الفتن وعدم إشباع شهوته بالحرام ، ونسأل أن يثبتك على دربك وأن يوفقك لزواج صالح تقرَ به عينك وعينا والديك ، إنه سميع قريب مجيب .

والله تعالى الموفق .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب