الحمد لله.
أولا :
مرحبا بك أخانا الكريم مسلما جديدا ، وأخا لنا في الإسلام الصحيح الذي بلغه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملا ، وذلك من خلال القرآن الكريم الذي هو كلام الله ، والأحاديث النبوية الشريفة ، إسلاما صافيا نقيا ، خاليا من البدع والخرافات والضلالات .
ثانيا :
لن نخوض في ضلالات "الإسماعيلية " فإنك بعد البحث ، لاشك أنك وقفت على الكثير منها ، وهو ما جعلك تتأكد أنهم على ضلال .
ولمعرفة شيء من هذا ومعرفة أقوال بعض العلماء فيهم انظر جواب السؤال رقم: (226949 ).
ثالثا:
الطائفة الإسماعيلية ليست مسلمة ، وإن تظاهرت بذلك – فأنت تحتاج إلى الدخول في الإسلام .
ولست في حاجة إلى الذهاب إلى المسجد أو إلى أي مكان آخر ، بل وأنت في بيتك تنطق الشهادتين ، وتتبرأ من مذهب الإسماعيلية ، وبهذا تكون قد دخلت في الإسلام ، ويستحب لك بعد هذا أن تغتسل حتى تطهر ظاهرك ، كما طهرت قلبك بالاعتقاد الصحيح .
وتحتاج الذهاب إلى المسجد من أجل الصلاة مع المسلمين ، ومن أجل التعرف على إخوة لك في الإسلام ، ومن أجل سؤال إمام المسجد عن أي شيء تريد الاستفهام عنه ، مما يخص الأحكام الشرعية ، التي كنت بعيدا عنها طيلة الفترة الماضية من عمرك .
ويتأكد في حقك أن تنتقل إلى مكان آخر سوى مكان نشأتك الذي تكثر فيه هذه الطائفة الباطنية المجرمة ، فإننا لا نأمن عليك شرهم ، وغدرهم ، وهم أهل ذلك ، ومعدنه !!
ثم أنت أيضا بحاجة إلى بيئة أخرى ، تعيش في وسطها ، تعتاد معها على أفعال المسلمين ، صلواتهم في جماعة ، وجمعهم ، وجماعاتهم ، وصومهم ، وسائر شعائرهم ومعاملاتهم .
فبادر بذلك، ولا تعلم أحدا من أهل هذه الطائفة بما أنت عليه من الهدى والحق ، خوفا من أن يكيدوا لك ، أو يغدروا بك ، إذا كان لهم قوة وشوكة في المكان الذي تعيش فيه.
رابعا :
إذا أسلم الكافر ، فإنه يغفر له بإسلامه كل ما فعله من المعاصي قبل الإسلام ، وقد دل على ذلك كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ) الأنفال/38.
وروى مسلم (121) عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رضي الله عنه قال : " لَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ، قَالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ: (مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟) قَالَ : قُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ . قَالَ : (تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟) قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ).
(الإِسْلام يَهْدِم مَا كَانَ قَبْله) أَيْ : يُسْقِطهُ وَيَمْحُو أَثَره . قاله النووي في "شرح مسلم" .
فأبشر !
فإنك بإسلامك تُمحى عنك كل سيئاتك السابقة ، وتبدأ عملك بصحيفة أعمال نقية ، لا سيئة فيها ، فاحرص على أن تكون كذلك باستمرار ، فداوم مع طاعة الله تعالى ، وإن غلبتك نفسك يوما ما ، فبادر بالتوبة ، فإن التوبة تمحو الذنب ، وتجعله كأنه لم يكن ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ ) رواه ابن ماجه (3427)، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة" . فتبقى صحيفة عملك بعد التوبة نقية أيضا .
بل نبشرك بما هو أعظم من هذا: حسناتك التي فعلتها قبل الإسلام لن تضيع عليك ، فلك ثوابها ، بشرط أن تحسن فيما تستقبل من أيامك .
روى البخاري (6921)، ومسلم (334) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضى الله عنه قَالَ : قَالَ رَجُلٌ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: (مَنْ أَحْسَنَ فِى الإِسْلاَمِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَنْ أَسَاءَ فِى الإِسْلاَمِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ).
نسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك ، وأن يزيدك هدى وثباتا.
والله أعلم .
تعليق