الخميس 27 جمادى الأولى 1446 - 28 نوفمبر 2024
العربية

حكم ضرب التلاميذ

50022

تاريخ النشر : 10-02-2004

المشاهدات : 74600

السؤال

أعمل مدرساً ولصالح التلاميذ أضربهم ضرباً لا يترك جروحاً بأجسادهم وذلك حتى يرتفع مستواهم ، فهل هذا يؤثر على صيامي ؟ وهل عليّ إثم في هذا الضرب ؟ ( علماً بأني عندما أترك الضرب يقل مستواهم بشكل ملحوظ جدّاً ).

الجواب

الحمد لله.

سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

ما حكم ضرب الطالبات لغرض التعليم والحث على أداء الواجبات المطلوبة منهن لتعويدهن على عدم التهاون فيها ؟ .

فأجاب :

لا بأس في ذلك ؛ فالمعلم والمعلمة والوالد كل منهم عليه أن يلاحظ الأولاد ، وأن يؤدب من يستحق التأديب إذا قصَّر في واجبه حتى يعتاد الأخلاق الفاضلة وحتى يستقيم على ما ينبغي من العمل الصالح ، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع " ، فالذَّكر يُضرب والأنثى كذلك إذا بلغ كل منهم العشر وقصَّر في الصلاة ، ويؤدَّب حتى يستقيم على الصلاة ، وهكذا الواجبات الأخرى في التعليم وشئون البيت وغير ذلك ، فالواجب على أولياء الصغار من الذكور والإناث أن يعتنوا بتوجيههم وتأديبهم لكن يكون الضرب خفيفاً لا خطر فيه ولكن يحصل به المقصود . " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 403 ) .

وينبغي التنبه إلى أنه لا يجوز للمعلم أن يقسوَ في ضربه ولا أن يزيد على عشرة أسواط إلا أن يتعدى الطالب على شرع الله ، أما فيما يتعلق بدراسته وتحضيره لها : فلا ينبغي له أن يزيد على ذلك القدر .

عن أبي بردة الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يُجلد أحدٌ فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله " . رواه البخاري ( 6456 ) ومسلم ( 3222 ) .

وفي رواية للبخاري ( 6457 ) :

" لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حدٍّ من حدود الله " .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

فقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله " يريد به الجناية التي هي حق لله .

فإن قيل : فأين تكون العشرة فما دونها إذ كان المراد بالحد الجناية ؟ .

قيل : في ضرب الرجل امرأته وعبده وولده وأجيره , للتأديب ونحوه , فإنه لا يجوز أن يزيد على عشرة أسواط ; فهذا أحسن ما خُرِّج عليه الحديث . اهـ. " إعلام الموقعين " ( 2 / 23 ) .

وليس الضرب هو الطريقة الوحيدة لحث الطالب على المذاكرة ، وإنما ينبغي أن يجمع المدرس بين الترغيب والترهيب على حسب ما يراه يؤدي إلى المصلحة المقصودة ، فيثني على الطالب الجيد ويشجعه عن طريق الهدايا والجوائز وإعطائه درجات عالية لمشاركته وحرصه ، ويخوف الطالب المقصر بالضرب تارة وبالحرمان من بعض الدرجات تارة وبالتعنيف بالكلام تارة أخرى أو باستدعاء ولي أمره ونحو ذلك .

وينبغي أن يكون قصد المدرس مصلحة الطالب لا مجرد العقاب .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب