الحمد لله.
هذا الفعل لا يعتبر استهزاء بالصلاة، لأنه مجرد تقليد لحركات الصلاة، ولم تقصد به الاستهزاء، وعلى المسلم تعظيم قدر الصلاة، فقد نص بعض الفقهاء على حرمة فعل هذا وشددوا فيه.
قال ابن رجب رحمه الله في شرحه لحديث مالك بن الحويرث حين قال: "إِنِّي لَأُصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلَاةَ، وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي... الحديث" رواه البخاري (790):
"ولا يصح حمل كلامه على ظاهره، وأنه لم ينو الصلاة بالكلية، بل كان يقوم ويقعد ويركع ويسجد، وهو لا يريد الصلاة، فإن هذا لا يجوز" "فتح الباري لابن رجب" (6/111):
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فضيلة الشيخ: شخص قلد الصلاة سواء صلاة الميت أو صلاة الاستسقاء أو الصلاة المفروضة، مثلاً: قوم جالسون في مجلس وشخص كبر -مثلاً- كأنه يصلي صلاة الميت وقرأ الفاتحة مجرد تقليد لا لشيء، هل يعتبر هذا من الاستهزاء بالصلاة؟
فأجاب: ليس من الاستهزاء، إلا إذا كان قصد الاستهزاء؛ لأنّ هذا قد يكون مراده التعليم.
وإذا انتفى مراد التعليم بقي هل هو استهزاء أو لا؟
نقول: الأصل عدم الاستهزاء.
لكن مع ذلك: يُنهى عن ذلك أشد النهي.
ولهذا ننهى عما يفعله بعض الناس بالتمثيليات من قيام، ويأتي آخر ويتحدث إليه وهو يصلي أو ما أشبه ذلك؛ فهذا ننهى عنه نهياً مطلقاً مشدداً" انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (234/ 10 بترقيم الشاملة).
والله أعلم.
تعليق