الحمد لله.
أولاً:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ رواه أحمد في "المسند" (13 / 410)، والترمذي (3598)، وابن ماجه (1752).
وقال الترمذي: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ "، وحسّنه الحافظ ابن حجر كما في "الفتوحات الربانية" لابن علان (4 / 338)، وصححه محققو المسند بشواهده.
ورواه ابن حبان كما في "الإحسان" (8 / 214)، وبوّب عليه بقوله: " ذِكْرُ رَجَاءِ اسْتِجَابَةِ دُعَاءِ الصَّائِمِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ " انتهى.
وروى ابن ماجه (1753) عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ .
وقال محققو السنن:
" إسناده حسن " انتهى.
وطالع لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم: (26879).
ثانيا:
هذه الأحاديث يحتمل أن يراد بها الفطر الحكمي، وهو دخول وقت الإفطار بغروب الشمس .
ويحتمل أن يراد بها الفطر الحقيقي، بالأكل أو الشرب، حتى ولو كان ذلك بعد غروب الشمس بمدة .
وهذا الثاني هو الظاهر.
قال الكمال الدميري، رحمه الله: "وفي (ابن ماجه) (1753) عن ابن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (للصائم عند فطره دعوة مجابة)، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول عند فطره: (اللهم؛ ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله، اللهم؛ يا واسع المغفرة اغفر لي).
وفهم من الدعاء المذكور: أنه يقوله بعد فطره، وهو واضح". انتهى، من النجم الوهاج في شرح المنهاج» (3/ 325).
وقال ابن علان رحمه الله: " (باب ما يقول عند الإفطار):
قال في الخادم: كذا نص الشافعي في حرملة على استحباب الذكر المذكور عند إفطاره، ولم يبين هل هو قبله، فإن اللفظ عليه أدل. وقوله: (أفطرت): يجوز أن يُراد به الفطر الحكمي، وهو دخول وقته. وهذا كله محتمل. والظاهر: أنه بعد الإفطار وقبله ومعه سواء في إتيانه بالمستحب.
قلت: والثابت الدعاء بعد الفطر.
ثم ساق المذكورين في الأصل اهـ" انتهى، من الفتوحات الربانية على الأذكار النووية (4/339).
والحاصل:
أن الصائم يستحب له الدعاء، سواء عجّل الإفطار أو أخّره ، وسواء دعا بعد حلول وقت فطره، قبل أن يفطر حقيقة، أو مع فطره، أو بعده؛ فالأمر واسع، إن شاء الله.
وللفائدة تحسن مطالعة جواب السؤال رقم: (293455).
لكن ينبغي التنبه إلى أن السنة تعجيل الفطور، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم: (50019).
والله أعلم.
تعليق