الحمد لله.
لم يذكر أهل السير شيئا -حسب اطلاعنا وبحثنا- عن أولاد أخوال وخالات النبي صلى الله عليه وسلم، الذين هم أخوان وأخوات أمه آمنة بنت وهب سوى:
خاله عبد يغوث بن وهب، ذكره ابن حبان في كتابه "السيرة النبوية وأخبار الخلفاء" (1/ 44).
وخالته الفريعة بنت وهب الزهرية. ذكرها ابن حبان في "الثقات (3/337).
وذكروا من أولاد خاله من الصلب الأسود بن عبد يغوث.
وما سوى ذلك: فهم أخواله باعتبار قرابتهم من أمه.
والعرب تطلق على من كان جهة قرابته من الأم بالخال؛ ولذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ سعد ابن أبي وقاص خاله؛ لأنه من أبناء عم أمه صلى الله عليه وسلم.
وأما المشار إليه في قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ )الأحزاب/50.
فالمراد من كان من قرابة أمه.
قال الألوسي رحمه الله: "والمراد ببنات خاله وبنات خالاته: بنات بني زُهرة، ذكورهم وإناثهم، وإلى هذا ذهب الطبرسي في مجمع البيان، ولم يذكر غيره، وإطلاق الأعمام والعمات على أقارب الشخص من جهة أبيه، ذكورا وإناثا، قربوا أو بعدوا، والأخوال والخالات على أقاربه من جهة أمه كذلك= شائع في العرف، كثير في الاستعمال" انتهى من "تفسير الألوسي" (11/ 232).
ومثل هذه الأمور، التي هي ملح، وزوائد: ينبغي ألا يشغل المرء بها نفسه كثيرا، بل إما جاءته عرضا، وإما كان متخصصا في الدرس التاريخي، يعنيه تتبع ذلك وطلبه من مظانه، وإما شغل نفسه بالمهم من أمره، من التفقه في دين الله، ومعرفة ما يلزمه من شرائعه، ومعاني كتاب الله، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (343360)، ورقم: (248948).
والله أعلم.
تعليق