الحمد لله.
أولا:
“متلازمة التعب المزمن (بالإنجليزية: Chronic Fatigue Syndrome) حالة صحية مزمنة تتسم بالشعور بالتعب الشديد الذي لا يختفي مع الراحة، وليس ناتجًا عن الإصابة بحالة صحية أخرى. ويمكن أن تؤثر هذه الحالة على العديد من أجهزة الجسم.
وتعرف متلازمة التعب المزمن أيضًا باسم التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل ، أو مرض عدم تحمل المجهود الجهازي. ويمكن أن تصيب كلّاً من الذكور والإناث، لكنها أكثر شيوعًا بين النساء في سن الأربعينيات والخمسينيات من العمر.
وتؤثر أعراض متلازمة التعب المزمن على كافة أعضاء الجسم، وقد تتداخل مع أنشطة المريض اليومية وجودة حياته، وتشمل أبرز هذه الأعراض ما يلي:
الدوخة وطنين الأذن-التعب العام-الصداع-ارتفاع أو انخفاض في درجة حرارة الجسم-مشكلات في الرؤية-خفقان القلب، وآلام في الصدر-تغيرات في الوزن-تقلصات وآلام في العضلات-التهاب الحلق وقرح الفم-أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا-تضخم العقد الليمفاوية-تفاقم حدة أعراض الدورة الشهرية-ضعف الرغبة الجنسية.
كما يمكن أن تظهر بعض الأعراض النفسية، مثل:
اضطرابات النوم-القلق والتوتر-الشعور بالاكتئاب-تغيرات في الإدراك.
كذلك كثيرًا ما تشتد أعراض متلازمة التعب المزمن على نحو قد يعيق خروج المرضى من المنزل بعد التعرض لأحد محفزات الأعراض، مثل مجهود بدني شديد أو عاطفي، وفي الغالب تشتد حدة الأعراض بعد 12 إلى 48 ساعة من التعرض للمحفز، ويمكن أن تستمر لعدة أيام أو حتى أسابيع.
ينظر هذا الرابط.
ثانيا:
لا تسقط الصلاة عن المريض ما دم عقله معه، ويصلي قائما، فإن لم يستطع فقاعدا، فإن لم يستطع فعلى جنبه أو مضجعا.
روى البخاري (1050) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الصَّلَاةِ فَقَالَ: صَلِّ قَائِمًا ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ.
ويصلي الصلوات في وقتها، فإن شق عليه، صلى الفجر في وقته، وجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، تقديما أو تأخيرا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في “مجموع الفتاوى” (24/ 14): “ويجمع المريض والمستحاضة” انتهى.
فهذا التعب الشديد الذي يصيب المريض بمتلازمة التعب المزمن، لا يسقط عنه الصلاة، كما لا يسقطها عن المصابين بالأمراض المؤلمة الأخرى كالسرطان، أو أصحاب الحوادث، أو المصابين بالشلل التام، ممن لا يستطيعون الصلاة إلا إيماء برؤوسهم.
وينبغي أن يعلم صاحب هذا المرض أنه مع شدة مرضه، هو أحسن حالا من كثير من المرضى والجرحى وأصحاب الإصابات، وجميعهم لا تسقط عنهم الصلاة.
والصلاة صلة بين العبد وربه، والعبد أحوج ما يكون إليها في حال ضعفه ومرضه، ولهذا كان من الخطأ العظيم ترك بعض المرضى الصلاة في حال مرضهم، وكان من أعظم ما يقوم به الأهل والأقارب تذكير المريض بالصلاة، مهما بلغت حالته المرضية ولو كان في العناية المركزة موصولا بالأجهزة، ما دام عقله معه.
وإن شق على المريض الوضوء، وضأه غيره، وإن لم يجد الماء تيمم.
والله تعالى شرع الصلاة وأمر بها، ولم يستثن حالات المرض، أو التعب الشديد، أو ما أشبه ذلك، بل لم يستثن حالة الحرب ومواجهة العدو، وهو أعلم بخلقه، وما يصلحهم، فالصلاة نور، وسبب للرحمة والقرب.
والحاصل:
أن المصاب بهذا المرض تلزمه الصلاة، ويفعلها حسب استطاعته قائما أو قاعدا أو مضطجعا.
والله أعلم
تعليق