الثلاثاء 7 رجب 1446 - 7 يناير 2025
العربية

هل يجوز الجمع بين ياء النداء وأل التعريف عند الدعاء بأسماء الله؟

542626

تاريخ النشر : 04-01-2025

المشاهدات : 628

السؤال

عند الدعاء أو التضرع إلى الله تعالى والتوسل بأسمائه، هل يمكننا أيضًا إضافة الـ التعريف؟ على سبيل المثال، يا الغفور، يا الرحمن؟

الجواب

الحمد لله.

إذا دعا الإنسان ربه باسمه الغفور أو الرحمن، فالأولى أن يقول: يا غفور، يا رحمن، بحذف أل التعريف.

وأما الجمع بين ياء النداء وأل، ففيه خلاف على قولين:

القول الأول: أنه لا يجوز الجمع بينهما إلا في مواضع، منها:

1-في نداء اسم (الله)، فتقول: يا الله، بهمزة القطع، ويجوز الوصل.

2-وفي نداء الجملة المحكية، لمبدوءة بـ ( أل ) كأن تنادي رجلا اسمه (الرجلُ مُنْطَلِقٌ ) فتقول : يا ألرجلُ مُنْطَلِقٌ أَقْبِلْ، بهمزة القطع في (ألرجل) فيجب إثباتها نطقا وكتابة في كل الأحوال؛ لأن المبدوء بهمزة وصل إذا سمي به يجب قطع همزته.

3-وفي الضرورة الشعرية، كقول الشاعر:

فيا الغلامان اللذان فرا … إيا كما أن تعقبانا شرا

وهذا مذهب البصريين،  وسبب امتناع الجمع: مسايرة الكلام العربي الفصيح، فإنه يكاد يخلو من اجتماع أداتين ظاهرتين للتعريف، كيا، و"أل".

قال ابن مالك رحمه الله:

وباضطرار خُص جمع "يا" و"أل" … إلا مع الله، ومحكي الجمل

والقول الثاني: جواز الجمع بين يا النداء وأل، مطلقا، وهو قول الكوفيين.

وينظر: "النحو الوافي" للأستاذ عباس حسن (4/ 36-39)، "حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك" (3/ 215).

وعليه، فمن جمع بين يا وأل، فقد خالف الجمهور، والفصيح المعروف من كلام العرب.

وقد نص غير واحد على أنه لا يجمع في نداء أسماء الله بيا وأل، إلا في اسم (الله).

قال سيبويه رحمه الله: " واعلم أنه لا يجوز لك أن تنادى اسما فيه الألف واللام ألبتة؛ إلا أنهم قد قالوا: يا ألله اغفِر لنا، وذلك من قبل أنه اسمٌ يلزمه الألف واللام لا يفارقانه، وكثر في كلامهم فصار كان الألف واللام فيه بمنزلة الألف واللام التي من نفس الحروف" انتهى من "الكتاب" (2/ 195).

وقال الجوهري رحمه الله: " وقولهم: يا ألله: بقطع الهمزة، إنَّما جاز لأنه يُنْوى به الوقف على حرف النداء تفخيماً للاسم" انتهى من "الصحاح" (6/ 2248).

فهذان معنيان لأجلهما جمع بين يا وأل في نداء اسمه (الله).

وأما ما سوى ذلك من الأسماء، فلا يجمع فيها بين "يا" و"ال" في المشهور عند أهل العربية.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب