الحمد لله.
أولاً :
لا نعلم في السنة الصحيحة مثل هذا الدعاء الذي ذكرته الأخت السائلة .
ولا يحل لأحد أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كَذَبَ عَلَي مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (1291) ومسلم (933) .
وليس كل حديث سمعه الإنسان أو قرأه في كتاب يكون صحيحاً ، بل لا بد من التثبت في نقل الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فتؤخذ عن أهل العلم الثقات المعروفين بتحريهم الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
روى مسلم في مقدمة صحيحه (5) وأبو داود (4992) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود .
قَالَ النَّوَوِيّ :
" فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ " انتهى .
ثانياً :
يجوز للحائض أن تذكر الله تعالى بما تشاء من الأدعية والأذكار الشرعية ، فهي غير ممنوعة من ذلك ، ويجوز لها قراءة القرآن ، كما هو مذهب أبي حنيفة واختيار شيخ الإسلام رحمهما الله .
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (26/190) :
" وليس في منعها (يعني الحائض) من القرآن سنة أصلا فإن قوله : ( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن ) حديث ضعيف . باتفاق أهل المعرفة بالحديث . . . .
وقد كان النساء يحضن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كانت القراءة محرمة عليهن كالصلاة لكان هذا مما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، وتعلمه أمهات المؤمنين ، وكان ذلك مما ينقلونه إلى الناس ، فلما لم ينقل أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك نهيا ، لم يجز أن تجعل حراما مع العلم أنه لم يَنْه عن ذلك ، وإذا لم يَنْه عنه مع كثرة الحيض في زمنه علم أنه ليس بمحرم " انتهى باختصار .
غير أنها تقرأ القرآن من غير أن تمس المصحف ، فإما أن تقرأ مما تحفظه ، أو تقرأ من المصحف وتلبس قفازا أو نحو ذلك مما يحول بينها وبين مس المصحف .
انظر السؤال (2564) .
والله أعلم .
تعليق