الحمد لله.
أولاً :
لا حرج أن يتحدث الخطيب عن غزوة بدر أو أحد أو غيرها من الغزوات ، مذكرا بأنها حدثت في مثل هذه الأيام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يعد هذا احتفالا أو إحداثا لعيد لم يشرع ، لأن هذا إنما هو تذكير للناس بتلك الغزوة ، والأهم من ذلك أخذ العبرة والدروس المستفادة منها .
ثانياً :
أما المناسبات الوطنية ، فإن كان الناس يحتفلون بها ويتخذون أيامها عيدا ، فليس للخطيب أن يشارك في ذلك ، وحديثه عن هذه المناسبات قد يفهم منه السامع أنه مشارك ومؤيد لهذه البدعة .
ولكن إذا كانت الوزارة تعاقب من لا يتكلم عن هذه المناسبات ، بالحرمان من الخطابة أو بغير ذلك من العقوبات المؤثرة ، فينبغي للخطيب أن يوازن بين المصالح والمفاسد ، بين مصلحة بقائه معلما وداعيا وهاديا ، وبين مفسدة الكلام الذي يقد يشوه صورته عند العامة .
والذي يظهر أن الخطيب الحصيف يمكنه أن يتناول هذه المناسبات بكلام نافع يؤكد فيه على أسباب النصر ، وعوامل الهزيمة ، وسنن الله تعالى في قيام المجتمعات ، وفي سقوطها ، ومفهوم الولاء والبراء ، وضرورة العودة إلى الدين ، وغير ذلك من المعاني المهمة التي يحتاجها الناس .
وبهذا يكون ما يترتب على كلامه من المصالح أضعاف تلك المفسدة المشار إليها ، وقد جاءت الشريعة بجلب المصالح وتكميلها ، ودرء المفاسد وتقليلها ، وبارتكاب أهون الشرين ، كما هو مقرر ومعروف .
والله أعلم .
تعليق