الحمد لله.
- تكفل الله تعالى بحفظ دينه، ومنه حفظ الكتاب المعجز، ومعه حفظ السنة النبوية التي تعين على فهم القرآن، قال الله تعالى:إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، والذكر يشمل القرآن والسنة.
- وقد حاول كثيرون – في الماضي والحاضر – أن يدسوا الأحاديث الضعيفة والموضوعة في الشرع المطهر وفي السنة النبوية، لكن الله تعالى ردَّ كيدهم في نحورهم، وسخَّر الله الأسباب لحفظ دينه ومنها العلماء الأثبات الثقات الذين ينخلون الروايات، ويتتبعون مصادرها ويقفون على تراجم رواتها حتى إنهم ليذكرون متى اختلط الراوي ومن الذين رووا عنه قبل الاختلاط ومن روى عنه بعد الاختلاط، ويعرفون رحلات الراوي ودخوله البلدان وعمن أخذ من أهلها، وهكذا في قائمة طويلة يصعب حصرها، وكل ذلك يدل على أن هذه الأمة محفوظة في دينها مهما حاول الأعداء الكيد والعبث والتحريف.
قال سفيان الثوري: الملائكة حراس السماء وأصحاب الحديث حراس الأرض.
وذكر الحافظ الذهبي أن هارون الرشيد أخذ زنديقا ليقتله فقال الزنديق: أين أنت من ألف حديث وضعتها، فقال الرشيد: أين أنت يا عدو الله من أبى إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفاً حرفاً.
ويستطيع طالب العلم معرفة الأحاديث الضعيفة والموضوعة بكل يسر وسهولة وذلك بالنظر في أسانيد الرواية ومعرفة حال رجالها من كتب الرجال وكتب الجرح والتعديل.
- وقد جمع كثير من العلماء مثل هذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة في كتب خاصة ليسهل النظر فيها مجموعة فيحذر الإنسان ويُحذِّر غيره، ومنها “العلل المتناهية” لابن الجوزي، و “المنار المنيف” لابن القيم، و”اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة” للسيوطي، و “الفوائد المجموعة” للشوكاني و”الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة” لابن عرّاق، و “ضعيف الجامع الصغير” و “سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة” كلاهما للشيخ الألباني رحمه الله.
- وكون الأخ السائل يسمع الضعيف والموضوع كما يقول فهو يدل على أنه يميز – ولله الحمد – بين ما كان صحيحاً وما كان غير صحيح ! وهذا من فضل الله وهو يدل على ما ذكرنا من حفظ الله لهذه الشريعة.
- وإننا ننصح الأخ السائل بالقراءة في كتب الرجال والجرح والتعديل وكتب مصطلح الحديث ليعرف مدى الجهود المبذولة لخدمة السنة النبوية.
ولمزيد الفائدة، ينظر الجواب رقم (105726) ورقم (11802).
والله أعلم.
تعليق