الحمد لله.
نحمد الله تعالى أن هدى هذه الأخت للإسلام ، ونسأله تعالى أن يثبتها على الحق ، وأن يهديها للصواب في الأقوال والأفعال .
وما ذكرته الأخت الكريمة هو صورة لمحنة الإسلام ـ إن صح التعبير ـ مع أهله ، أهله الذين انتسبوا إليه ، ثم خالفوا أحكامه وآدابه ؛ ثم لو كانت المخالفة في ديار الإسلام ، حيث يكون الدين ظاهرا ، وأهله الذين هم أهله معروفون ؛ فلا يؤاخذ أحد بجريرة غيره ، ولا يطعن في الإسلام بإساءة من أساء ، لو كان ذلك لهان الأمر ، لكن تعظم المصيبة حين يكون المرء من هؤلاء في الغرب ، ويعيش بين الكفار ، ويعتبرونه صورة لدينه ، وممثلا لأخلاقه وآدابه وأحكامه ، ثم هو يعيش في حياته كما يعيش من حوله من اليهود والنصارى ، لا يبالي بحرام ولا حلال .
قال الأوزاعي رحمه الله : كان يقال : ما من مسلم إلا وهو قائم على ثغرة من ثغر الإسلام ، فمن استطاع ألا يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل .
وقال الحسن بن حي رحمه الله : إنما المسلمون على الإسلام بمنزلة الحصن ؛ فإذا أحدث المسلم حدثا ثُغِر في الإسلام من قبله ؛ فإن أحدث المسلمون كلهم فاثبت أنت على الأمر الذي لو اجتمعوا عليه لقام الدين لله ، بالأمر الذي أراده من خلقه ، لا يؤتى الإسلام من قبلك !!
" السنة لمحمد بن نصر المروزي رقم (29، 30)
وإنه ليحز في نفس كل مسلم أن تتعرض الأخوات المسلمات اللاتي دخلن في الإسلام حديثاً إلى الإيذاء والضرر القولي والبدني من أناسٍ يُفترض فيهم أن يكونوا صورة حسنة عن الإسلام ، وعن الأسرة المسلمة والتي تتميز بالاستقرار والمودة والرحمة بين أفرادها ، وللأسف أن يكون من بين المنتسبين للإسلام مثل هذا الزوج الذي كان قدوة سيئة ومنفِّراً عن الإسلام ومسبِّباً له الطعن والتشويه .
وعلى الأخت السائلة إن كانت ترجو هداية زوجها وصلاحه أن تسعى لذلك عن طريق أصدقائه أو أقربائه الذين يمكن أن يكون لهم تأثيرٌ عليه لتقويمه وهدايته ، ويمكنها الاستعانة بالأشرطة السمعية والمرئية في المواعظ والترهيب من اقتراف المعاصي ، والتذكير بالموت والقبر والحساب ، فلعلَّ ذلك أن يؤثِّر فيه ويرجع لربه تبارك وتعالى .
ونسأل الله تعالى أن يُعظم لها الأجر ، وأن يهديها ويوفقها وذريتها لما فيه رضاه عز وجل .
والله أعلم
تعليق