الحمد لله.
إذا كانت هذه الفتاة مرضية الدين والخُلق ، واستخرت الله تعالى في خطبتها ، فامض في أمرك ولا تتردد ، فما يسره الله لك فهو الخير إن شاء الله ، فعلامة الاستخارة : تيسير الأمر ومضيه ، فإن تعسر ولم يمض كان دليلا على أنه لا خير للعبد فيه ، ولهذا جاء في دعاء الاستخارة : ( اللهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ - ويسميه - خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ شَرٌّ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ).
وتصرف الفتاة تصرفا خاطئا مع والدتك ليس سببا كافيا لتركها ، فقد يقع ذلك على سبيل الغفلة أو الزلة أو لشدة الحياء ونحو ذلك .
لكن إن ظهر لك أن هذا التصرف يقدح في دينها أو خلقها ، فهنا تكون محقّاً في ترددك في إتمام الزواج . وينبغي عليك إذا أردت أن تمضي هذا الزواج أن تزيل الوحشة بين أهلك وخطيبتك ، وأن تهيئ أسرتك لاستقبالها فردا جديدا من أفرادها .
والحاصل أن من صدق في اللجوء إلى ربه ، وتفويض أمره إليه ، واستخار في أمر من أموره ، فليمض فيه ، فإن تيسر كان هذا دليلا على أنه الخير له ، وإن وقف وتعسر ، فلينصرف عنه ، وليعلم أن صرف ذلك عنه هو الخير إن شاء الله . وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى ، ويسر لنا ولك أرشد الأمور وأحبها إليه .
والله أعلم .
تعليق