الحمد لله.
الواجب على من ابتلي بشراء أسهم الشركات المختلطة التي تتعامل بالحرام ، أن يتخلص منها ببيعها ، ثم إن كان عالما بالتحريم لزمه التخلص من القدر المحرم بإنفاقه في وجوه الخير ، وإن كان جاهلا فله الانتفاع بالمال .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : أنا أخاف الله وأكره الربا ، وقد ساهمت لي كل من شركة الكهرباء وسابك والزراعية بتبوك ونادك الزراعية ، وشركة إسمنت الكويت ، وشركة السيارات ، وسمعت كلاما كبيرا حول وجود ربا في تلك الشركات ، ولم أقطع أمري حتى أسمع الحق من فضيلة الشيخ جزاك الله خيراً ، وفي حالة وجود الربا كيف السبيل للتخلص منها واسترداد أموالي ؟
فأجابوا :
"أولا : كل شركة ثبت أنها تتعامل بالربا، أخذا أو عطاء ، تحرم المساهمة فيها ؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، قال الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) .
ثانيا : من سبق أن ساهم في شركة تعمل بالربا فعليه أن يبيع سهامه بها ، وينفق الفائدة الربوية في أوجه البر والمشاريع الخيرية. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (14/299) .
وسئل الدكتور محمد العصيمي حفظه الله : أنا مساهم في شركة سابك قبل 20 عاما تقريبا ولا كنت أعلم عن الربا شيئا وكنت تقريبا مساهم بــ 10 ألف ريال والآن تقريبا أملك 400 ألف ريالا من شركة سابك فما العمل الآن وفقكم الله ؟
فأجاب : "إن قررت الاقتصار على الأسهم النقية فبعها ، ولا تطهير عليك " .
وسئل أيضا : لدي أسهم في شركة سابك منذ بداية تأسيسها ومع انتشار حمى الأسهم بالمجتمع تذكرتها وسألت عن الشركة فقالوا إنها ربوية وكما يعلم فضيلتكم فإن مبلغ الاكتتاب قليل والأسهم صرف لها أرباح نقدية وأرباح على هيأة منح أسهم وأصبحت قيمتها تساوي الآن ثلاثمائة ألف ريال تزيد قليلا أفتونا مأجورين ؟
فأجاب : " إن كنت كما تقول فقد كنت تجهل وضعها ، وبعها ، ولا بأس عليك في ثمنها ، ولا تطهير. وزكِّ الأرباح السابقة التي لم تقبضها عن سنة واحدة. وفقك الله " انتهى من موقع الشيخ .
والله أعلم
تعليق